الجنيه الإسترليني يحافظ على قوته قرب أعلى مستوياته مع رهانات على تيسير نقدي محدود في بريطانيا
استقر الجنيه الإسترليني قرب مستوى 1.35 مقابل الدولار بدعم توقعات بتبني بنك إنجلترا سياسة تيسير تدريجية في 2026، وسط ترقب الأسواق لإشارات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي.
يتداول الجنيه الإسترليني بهدوء مقابل العملات الرئيسية مع اقتراب نهاية عام 2025، محافظًا على استقراره بالقرب من مستوى 1.3500 أمام الدولار الأمريكي، في ظل تفاؤل المستثمرين بأن بنك إنجلترا سيتبع نهجًا حذرًا في خفض أسعار الفائدة خلال عام 2026.
ويستمد الجنيه دعمه من استمرار معدلات التضخم في المملكة المتحدة فوق المستوى المستهدف للبنك المركزي البالغ 2%، رغم تراجعها خلال الأشهر الأخيرة. فقد تباطأ التضخم السنوي إلى 3.2% في نوفمبر، بعد أن بلغ ذروته عند 3.8% خلال الفترة الممتدة من يوليو إلى سبتمبر، ما يقلل من فرص خفض حاد للفائدة في الأجل القريب.
وكان بنك إنجلترا قد أكد في اجتماعه الأخير أن السياسة النقدية ستتجه نحو التيسير بشكل تدريجي، وهو ما يعزز توقعات بقاء الجنيه مستقرًا نسبيًا خلال الفترة المقبلة، خاصة مع ضعف السيولة المتوقعة بسبب عطلة رأس السنة الجديدة.
وعلى صعيد الدولار الأمريكي، يواصل مؤشر الدولار التحرك بحذر قرب أدنى مستوياته في عدة أسابيع، متأثرًا بتوقعات الأسواق بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي إلى دورة خفض أسرع لأسعار الفائدة في عام 2026 مقارنة بالعام الحالي. وتشير تسعيرات الأسواق إلى احتمالية قوية لخفض الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس على الأقل خلال العام المقبل.
وتزايدت التكهنات حول توجه أكثر مرونة للاحتياطي الفيدرالي، لا سيما بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي دعا فيها إلى تعيين رئيس جديد للبنك المركزي يفضل خفض أسعار الفائدة حتى في ظل قوة الأسواق.
ويترقب المستثمرون خلال الفترة القريبة صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، والذي قد يوفر إشارات أوضح بشأن المسار المتوقع للسياسة النقدية الأمريكية، وهو ما قد ينعكس على تحركات زوج الجنيه الإسترليني/الدولار.
من الناحية الفنية، يواصل زوج GBP/USD التداول فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا، ما يعزز النظرة الإيجابية للاتجاه العام. كما يشير مؤشر القوة النسبية إلى زخم صعودي متوازن دون الدخول في منطقة التشبع الشرائي، بينما تمثل مستويات فيبوناتشي القريبة مناطق مقاومة قد تحدد مسار الحركة خلال الجلسات المقبلة.