الجنيه الإسترليني يسطع مقابل الدولار قبل قرارات مصيرية من المركزيين الأمريكي والبريطاني

حقق الجنيه الإسترليني مكاسب قوية أمام الدولار الأمريكي خلال تعاملات الثلاثاء في الأسواق الأوروبية، ليصل إلى قرابة 1.3370، مع ترقب المستثمرين لقرارات السياسة النقدية من قبل بنك إنجلترا ومجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع. فقد تراجع الدولار الأمريكي على نطاق واسع، حيث يتوقع المتعاملون أن يثبت الفيدرالي أسعار الفائدة مجددًا للمرة الثالثة على التوالي، عند النطاق البالغ 4.25%-4.50%، في ظل حالة عدم اليقين بشأن آفاق الاقتصاد الأمريكي، خاصة بعد القرارات الاقتصادية المثيرة للجدل للرئيس دونالد ترامب.

وتشير التوقعات إلى أن بنك إنجلترا قد يقرر خفض سعر الفائدة يوم الخميس بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.25%، وذلك ضمن سياسة تيسيرية بدأت في أغسطس، ويُرجّح أن تتواصل بخفضين إضافيين في وقت لاحق من هذا العام. وقد يؤدي ذلك إلى تعديل النظرة المستقبلية للنمو الاقتصادي في المملكة المتحدة، خصوصًا في ظل التوترات التجارية التي أثارتها الرسوم الجمركية الأمريكية، وهو ما دفع الأسواق للتوقع بأن يتخلى البنك عن نهج "التيسير التدريجي" الذي كان يتبعه.

ويتجه التركيز أيضًا إلى التوجيه المستقبلي لبنك إنجلترا، حيث ستكون كلماته حاسمة في تحديد اتجاه الجنيه، في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن تؤثر الحرب التجارية الأمريكية على الأداء الاقتصادي العالمي، مع تحذيرات من خطر حدوث ركود تضخمي نتيجة ارتفاع التكاليف وتعطّل سلاسل الإمداد، بحسب تقارير صحفية.

على الجانب الآخر، يحاول المسؤولون الأمريكيون تهدئة هذه المخاوف، إذ عبّر وزير الخزانة سكوت بيسنت عن ثقته في أن السياسات الجديدة قد تدفع النمو إلى 3% خلال عام، مع تقليص تدريجي في العجز الفيدرالي. كما أشار إلى قرب التوصل لاتفاقيات تجارية مع عدة شركاء دوليين، مؤكدًا إحراز تقدم محتمل مع الصين في الأسابيع القادمة.