الجنيه الإسترليني يصعد بقوة بعد بيانات نمو بريطانية مفاجئة وتراجع مؤشرات التضخم الأمريكية
ارتفع الجنيه الإسترليني أمام الدولار بعد تسجيل الاقتصاد البريطاني نموًا أعلى من المتوقع، مما خفف الضغوط على بنك إنجلترا لخفض الفائدة. في المقابل، أظهرت بيانات أمريكية ضعفًا في التضخم والطلب، ما زاد احتمالات تيسير السياسة النقدية في الولايات المتحدة.

سجل الجنيه الإسترليني مكاسب ملحوظة مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات الخميس، مستفيدًا من أداء اقتصادي فاق التوقعات في بريطانيا، بينما جاءت البيانات الأمريكية ضعيفة، مما أثار تساؤلات جديدة حول صحة الاقتصاد الأمريكي. ويتم تداول زوج الجنيه/الدولار (GBP/USD) حاليًا عند 1.3293، مرتفعًا بنسبة 0.31%.
في بريطانيا، أظهرت البيانات الرسمية أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 0.7% خلال الربع الأول من عام 2025، متجاوزًا التوقعات التي أشارت إلى 0.6%. ويمثل هذا التحسن تسارعًا كبيرًا مقارنة بالربع السابق الذي سجل نمواً بنسبة 0.1%. هذه الأرقام الإيجابية قللت من الضغوط على بنك إنجلترا للتحرك نحو خفض أسعار الفائدة في المدى القريب، وعززت من جاذبية العملة البريطانية.
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، عكست البيانات الأمريكية تباطؤًا في الزخم الاقتصادي، حيث انخفض مؤشر أسعار المنتجين (PPI) بنسبة 0.5% خلال أبريل، وهو ما جاء دون التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بنسبة 0.2%. كما سجل المؤشر الأساسي الذي يستثني العناصر المتقلبة تراجعًا بنسبة 0.4%، مقابل تقديرات بزيادة قدرها 0.3%. أما مبيعات التجزئة، فارتفعت بنسبة طفيفة بلغت 0.1% فقط، لتفشل في تعزيز ثقة الأسواق بشأن الطلب الاستهلاكي.
بالتوازي، استقرت طلبات إعانة البطالة عند 229 ألف طلب للأسبوع المنتهي في 10 مايو، مما يعكس استقرارًا في سوق العمل. ومع ذلك، يرى المتداولون أن إشارات التباطؤ في التضخم والاستهلاك قد تمنح الاحتياطي الفيدرالي مبررًا إضافيًا للنظر في تخفيف السياسة النقدية.
رغم أداء الاقتصاد البريطاني القوي، تبقى التحديات قائمة، خصوصًا في ظل سياسات تجارية مرتقبة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إضافة إلى ضغوط ضريبية محلية على سوق العمل. وزير المالية البريطاني راشيل ريفز شددت على أهمية تعزيز الاتفاقيات التجارية مع شركاء رئيسيين كالهند والولايات المتحدة، في ظل أجواء اقتصادية عالمية تزداد غموضًا.
بالنسبة للأسبوع المقبل، تظل الأجندة الاقتصادية في المملكة المتحدة خفيفة، بينما ستركز الأسواق على بيانات الإسكان الأمريكية وقراءة معنويات المستهلك الصادرة عن جامعة ميتشيغان، لما لها من أثر محتمل على توجهات الدولار.
التحليل الفني
يُظهر زوج GBP/USD ميلاً صعوديًا على المدى القريب، لكنه قد يواجه بعض التراجع الفني المؤقت. كسر الدعم عند 1.3250 قد يدفع الزوج إلى اختبار مستويات 1.3200 ثم 1.3165. أما في حال اختراق المقاومة عند 1.3359، فقد تتجه الأسعار نحو أعلى مستوياتها منذ بداية مايو عند 1.3402.