الجنيه الإسترليني يصمد أمام رهانات خفض الفائدة من بنك إنجلترا مع ترقب بيانات النمو البريطاني

ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار رغم ضعف بيانات سوق العمل وتصاعد توقعات خفض الفائدة من بنك إنجلترا، بينما تترقب الأسواق أرقام الناتج المحلي لتحديد مسار العملة في المرحلة المقبلة.

Oct 15, 2025 - 11:29
الجنيه الإسترليني يصمد أمام رهانات خفض الفائدة من بنك إنجلترا مع ترقب بيانات النمو البريطاني

حقق الجنيه الإسترليني ارتفاعًا جديدًا يوم الأربعاء، متفوقًا على معظم العملات الرئيسية، رغم تزايد التوقعات بأن بنك إنجلترا قد يتجه إلى مزيد من خفض أسعار الفائدة خلال ما تبقى من العام. ويبدو أن العملة البريطانية تستمد دعمها من تصحيح واسع في الدولار الأمريكي أكثر من العوامل المحلية الإيجابية.

تشير بيانات رويترز إلى أن الأسواق باتت تتوقع خفضًا في الفائدة يبلغ نحو 46 نقطة أساس خلال الاجتماعين القادمين للجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، بعد صدور بيانات أضعف من المتوقع لسوق العمل. فقد ارتفع معدل البطالة في المملكة المتحدة إلى 4.8% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أغسطس، فيما تباطأ نمو الأجور (باستثناء المكافآت) إلى 4.7% على أساس سنوي، وهو أدنى مستوى منذ مايو 2022.

واعترف محافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي في تصريحاته بواشنطن بتراجع زخم التوظيف وتراجع الضغوط التضخمية، مؤكدًا أن البيانات الأخيرة تدعم رؤيته لتباطؤ سوق العمل. ومع ذلك، امتنع عن تقديم أي تلميحات مباشرة بشأن اتجاه السياسة النقدية القادم.

في المقابل، حذر صندوق النقد الدولي من الإسراع في خفض الفائدة، مشيرًا إلى أن التضخم في المملكة المتحدة سيظل الأعلى بين اقتصادات مجموعة السبع خلال العام الجاري والعام المقبل. وتوقع الصندوق أن يبلغ متوسط التضخم 3.4% في 2025 و2.5% في 2026.

وعلى الصعيد الدولي، ساهمت تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول وعدد من المسؤولين في دفع الدولار الأمريكي إلى التراجع، بعد أن أشاروا إلى تنامي المخاطر في سوق العمل الأمريكي واحتمال الحاجة لمزيد من التيسير النقدي. هذا التراجع دعم بدوره ارتفاع الجنيه الإسترليني إلى نحو 1.3370 دولار خلال الجلسة الأوروبية.

في الوقت نفسه، بقيت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تضغط على العملة الأمريكية، بعد أن أعلنت بكين فرض رسوم إضافية على شركات الشحن الأمريكية ردًا على إجراءات واشنطن الأخيرة.

أما من الناحية الفنية، فيواصل زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) التعافي من قاعه الأخير عند 1.3270، مدعومًا بطلب قوي قرب المتوسط المتحرك الأسي لـ200 يوم. ورغم الزخم الصعودي الحالي، لا تزال الرؤية الفنية حذرة مع تكوّن نموذج “الرأس والكتفين” على الرسم اليومي، ما قد يشير إلى احتمالية تصحيح لاحق إذا فقدت العملة زخمها.

وينتظر المستثمرون بيانات الناتج المحلي الإجمالي وقطاع التصنيع لشهر أغسطس يوم الخميس، والتي ستشكل اختبارًا حاسمًا لقوة الاقتصاد البريطاني وقد تحدد المسار التالي للجنيه الإسترليني.