الجنيه الإسترليني يقفز بعد قرار مفاجئ من بنك إنجلترا وسط انقسام في الأصوات
ارتفع الجنيه الإسترليني بقوة بعد أن خفّض بنك إنجلترا سعر الفائدة إلى 4% بأغلبية ضئيلة، في خطوة عكست انقسامات داخل لجنة السياسة النقدية وأشعلت شهية السوق لشراء العملة البريطانية.

شهد الجنيه الإسترليني موجة صعود ملحوظة مقابل معظم العملات الرئيسية بعد أن أعلن بنك إنجلترا عن خفض جديد في سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليستقر عند 4%، وذلك بقرار اتُّخذ بأغلبية ضيقة (5 أصوات مقابل 4). وقد أثار هذا القرار تفاعلًا واسعًا في الأسواق، خاصةً أن أحد الأعضاء، آلان تايلور، أيّد خفضًا أعمق بمقدار 50 نقطة أساس، مما يشير إلى تباين كبير في الآراء داخل لجنة السياسة النقدية.
يمثل هذا الخفض الخامس منذ بدء دورة التيسير النقدي في أغسطس 2024، ويأتي في ظل تباطؤ سوق العمل البريطاني وتقلص فرص التوظيف نتيجة زيادة التكاليف على أصحاب الأعمال، لا سيما مع رفع مساهماتهم في برامج التأمين الوطني إلى 15%، بحسب ما أعلنته وزيرة الخزانة راشيل ريفز مؤخرًا.
وفي ذات السياق، رفع البنك توقعاته للنمو الاقتصادي إلى 1.25% خلال هذا العام، مقابل 1% في تقديراته السابقة، كما رفع توقعاته لمعدل التضخم السنوي (CPI) إلى 2.7% بدلاً من 2.4%.
على الصعيد الفني، واصل الجنيه ارتفاعه مقابل الدولار الأمريكي، مقتربًا من مستوى 1.3430، مدعومًا بضعف أداء الدولار وتوقعات متزايدة بتخفيض الفائدة في الولايات المتحدة أيضًا. وقد أشار عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، من بينهم نيل كاشكاري وماري دالي، إلى ضرورة الاستجابة لبوادر التباطؤ الاقتصادي عبر تقليص تكاليف الاقتراض خلال الفترة المقبلة، مما عزز من مكاسب الجنيه في الأسواق العالمية.
ومن الناحية التقنية، أظهر الجنيه الإسترليني إشارات على انتهاء الزخم السلبي، بعدما اخترق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا، فيما يستقر مؤشر القوة النسبية (RSI) في منطقة أكثر حيادية. ومع أن التحيز الهبوطي لا يزال قائمًا، فإن السوق تراقب الآن مستويات مقاومة ودعم حاسمة قد تحدد المسار القادم للعملة البريطانية.