الجنيه الإسترليني يقفز بعد ميزانية الخريف وتوقعات OBR الجديدة وسط آمال بنمو أقوى

ارتفاع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار يأتي مع تفاعل الأسواق مع ميزانية الخريف البريطانية وتوقعات OBR التي رفعت توقعات النمو وخففت المخاوف المالية، مما أعطى دفعة للعملة البريطانية.

Nov 26, 2025 - 16:43
الجنيه الإسترليني يقفز بعد ميزانية الخريف وتوقعات OBR الجديدة وسط آمال بنمو أقوى

شهد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار حركة صاعدة يوم الأربعاء، بعدما بدأت الأسواق في تقييم الأثر المالي لميزانية الخريف البريطانية والتوقعات الاقتصادية المحدثة الصادرة عن مكتب مسؤولية الميزانية. جاء هذا التحسن عقب تقلبات حادة نتجت عن نشر المكتب لتوقعاته قبل الموعد المقرر بطريق الخطأ، ما تسبب في اضطراب مؤقت قبل أن تعود الأسعار للاستقرار حول مستوى 1.3208.

أشارت تقديرات مكتب مسؤولية الميزانية إلى أن الحزمة المالية الجديدة تمثل ثالث أكبر زيادة ضريبية متوسطة الأجل منذ إنشاء المكتب، مدفوعة بتمديد تجميد حدود الضرائب الشخصية حتى عام 2030–2031، مع توقعات بتحصيل 26.1 مليار جنيه إضافية بحلول 2029–2030. كذلك عدّل المكتب توقعاته للنمو، حيث رفع توقعات عام 2025 إلى 1.5% مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 1%، بينما خفض توقعات الأعوام التالية بدرجات متفاوتة لتستقر بين 1.4% و1.6% حتى 2029.

أما على صعيد التضخم، فقد رفع المكتب توقعاته للمدى القريب، متوقعًا أن يبلغ متوسط نمو الأسعار 3.5% هذا العام و2.5% العام المقبل، قبل أن يبدأ التضخم في الاقتراب من هدف بنك إنجلترا البالغ 2% اعتبارًا من 2027.

وزيرة الخزانة راشيل ريفز أكدت في خطابها أن الميزانية ستسهم في خفض التضخم وتقليل الاقتراض كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات المقبلة، مشددة على رفض العودة إلى سياسة التقشف. وكشفت عن زيادة بمقدار نقطتين مئويتين في الضرائب المفروضة على المدخرات والأرباح ودخل الممتلكات، بالتوازي مع استمرار دعم الاستثمار والخدمات العامة.

وهاجمت ريفز الإدارات السابقة، متهمة إياها بالتسبب في تدهور اقتصادي وتضخم الدين العام الذي بلغ 2.6 تريليون جنيه، مع تخصيص نحو 10% من الإنفاق الحكومي لسداد الفوائد. وأوضحت أن الإطار المالي الجديد يستهدف خفض الاقتراض وتحقيق فائض يبلغ 3.9 مليار جنيه بحلول عام 2028–2029.

ومع انسجام الميزانية الجديدة مع توقعات سوقية تميل لتراجع الدولار بسبب توجهات الاحتياطي الفيدرالي التيسيرية، يرى محللون أن زوج الجنيه الإسترليني/الدولار قد يحتفظ بزخم إيجابي خلال الفترة القريبة، خصوصًا إذا اعتبر المستثمرون أن مزيج التضخم المرتفع مؤقتًا والنمو المتباطئ لاحقًا يمنح بنك إنجلترا مساحة أوسع لإدارة سياسته النقدية دون ضغط فوري.