الجنيه الإسترليني يقفز لأعلى مستوى في 3 سنوات بدعم من تضخم مفاجئ وضعف الدولار

شهد الجنيه الإسترليني صعودًا حادًا مقابل الدولار الأمريكي يوم الأربعاء، حيث وصل إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات ليُتداول بالقرب من 1.3470. ويأتي هذا الارتفاع اللافت مدفوعًا بصدور بيانات تضخم بريطانية قوية فاقت التوقعات، ما يقلل من احتمالات تخفيف السياسة النقدية في المدى القريب من قبل بنك إنجلترا.

وبحسب بيانات مكتب الإحصاءات الوطني في المملكة المتحدة، ارتفع التضخم العام على أساس سنوي في أبريل بنسبة 3.5%، متجاوزًا التقديرات البالغة 3.3% وقراءة مارس التي بلغت 2.6%. أما التضخم الأساسي – الذي يستثني السلع المتقلبة مثل الغذاء والطاقة – فقد تسارع إلى 3.8%، في حين ارتفع المعدل الشهري بنسبة 1.2%. ويُعزى هذا الارتفاع إلى زيادة أسعار السكن، النقل، والخدمات الترفيهية، إضافة إلى ارتفاع ملحوظ في تضخم قطاع الخدمات إلى 5.4%.

هذا الزخم في الأسعار قد يدفع صناع القرار في بنك إنجلترا إلى إعادة النظر في توجههم الحذر بشأن تخفيف السياسة النقدية، خاصة مع قرب اجتماع السياسة المقبل في يونيو. وزيرة الخزانة راشيل ريفز أعربت عن خيبة أملها من تسارع التضخم، بينما دعا كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا إلى توخي الحذر في خفض أسعار الفائدة بسبب عوامل هيكلية قد تبقي الأسعار مرتفعة.

في المقابل، جاء تراجع الدولار الأمريكي نتيجة مجموعة من العوامل السلبية، أبرزها قيام وكالة موديز بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من Aaa إلى Aa1، بسبب اتساع العجز المالي وتضخم الدين العام الذي بلغ نحو 36 تريليون دولار. كما أثارت خطط ضريبية جديدة من إدارة ترامب، تزيد من الالتزامات المالية المحتملة، جدلًا سياسيًا بين الجمهوريين والديمقراطيين، مما فاقم حالة عدم اليقين الاقتصادي.

انخفض مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في أسبوعين تقريبًا عند 99.45، في وقت حذر فيه مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي من مخاطر "ركود تضخمي" محتمل، مشيرين إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى موجة جديدة من ارتفاع الأسعار، ما يدعم بقاء الفائدة دون تغيير في الوقت الراهن.

من الناحية الفنية، تجاوز زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي مستوى 1.3450، مما يعكس اتجاهاً صعوديًا مدعومًا بزخم قوي، حيث يشير مؤشر القوة النسبية إلى احتمالية استمرار هذا الاتجاه، مع وجود مقاومة مرتقبة عند 1.3750 ودعم قوي حول 1.3300.