الجنيه الإسترليني يلتقط أنفاسه رغم تصاعد رهانات خفض الفائدة في بريطانيا

الإسترليني يحقق مكاسب طفيفة رغم الضغوط المتزايدة الناتجة عن توقعات خفض الفائدة وضعف بيانات التضخم وسوق العمل في المملكة المتحدة.

Nov 20, 2025 - 12:17
الجنيه الإسترليني يلتقط أنفاسه رغم تصاعد رهانات خفض الفائدة في بريطانيا

سجّل الجنيه الإسترليني ارتفاعًا محدودًا أمام معظم العملات الرئيسية خلال تداولات الخميس، بعدما تعرض لموجة بيع قوية في اليوم السابق نتيجة زيادة التوقعات بأن بنك إنجلترا قد يتجه إلى خفض سعر الفائدة في اجتماعه المقرر في ديسمبر. وجاء هذا التحول في المعنويات عقب صدور بيانات التضخم البريطانية لشهر أكتوبر التي أظهرت تراجع ضغوط الأسعار بوتيرة متوافقة مع التوقعات، وهو ما عزز الرهانات على خفض الفائدة ربع نقطة ليصل المعدل إلى 3.75%. كما زادت البيانات الأخيرة لسوق العمل من التشاؤم بشأن أداء الاقتصاد البريطاني، بعدما ارتفع معدل البطالة إلى 5%، وهو المستوى الأعلى منذ أوائل عام 2021.

ويترقب المستثمرون صدور بيانات مبيعات التجزئة ومؤشرات مديري المشتريات يوم الجمعة للحصول على رؤية أوضح حول قوة الاقتصاد. وعلى الصعيد السياسي والمالي، تتجه الأنظار إلى إعلان ميزانية الخريف في 26 نوفمبر وسط توقعات بأن تمدد الحكومة تجميد عتبة ضريبة الدخل، وهي خطوة لم يستبعدها رئيس الوزراء كير ستارمر، ما دفع الأسواق لزيادة توقعاتها حول استمرار الضغوط الضريبية خلال الفترة المقبلة.

ويتداول الجنيه الإسترليني بحذر في ظل قوة الدولار الأمريكي، حيث يظل زوج الإسترليني/الدولار قريبًا من أدنى مستوى خلال أسبوعين حول 1.3030، متأثرًا بصعود العملة الأمريكية بعد تراجع احتمالات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. وتشير بيانات أدوات التداول إلى أن الأسواق خفضت احتمالات تقليص الفائدة الأمريكية بشكل إضافي، خاصة بعد صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية الذي كشف عن خشية المسؤولين من أن يُنظر إلى المزيد من التيسير النقدي باعتباره تهديدًا لمصداقية هدف التضخم البالغ 2%.

وتتجه الأنظار الآن إلى أرقام الوظائف غير الزراعية الأمريكية لشهر سبتمبر، والتي يُتوقع أن تظهر زيادة في التوظيف عند 50 ألف وظيفة مع بقاء معدل البطالة عند 4.3%. وستحدد هذه البيانات إلى حد كبير توجهات الفيدرالي المقبلة، إذ إن أي إشارات ضعف جديدة قد تدعم عودة الرهانات على خفض الفائدة، بينما ستعزز الأرقام القوية المسار المتشدد.

وتبقى الصورة الفنية للجنيه الإسترليني ضعيفة، إذ يتحرك الزوج دون المتوسط المتحرك الأسي لـ200 يوم، ما يعكس هيمنة الاتجاه الهبوطي، فيما يشير تراجع مؤشر القوة النسبية دون مستوى 40 إلى احتمال استمرار الضغوط البيعية. وفي حال استمرار الهبوط، قد يستهدف السعر منطقة الدعم المحورية عند 1.2700، بينما يظل مستوى 1.3370 حاجزًا رئيسيًا أمام أي محاولة للارتداد الصعودي.