الجنيه الإسترليني ينهار أمام الدولار وسط تصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران وتراجع اقتصادي بريطاني

شهد الجنيه الإسترليني تراجعًا حادًا مقابل الدولار الأمريكي مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، وتزايد مخاوف السوق من المخاطر. يأتي هذا الانخفاض وسط توقعات بتثبيت الفائدة، وتراجع في مؤشرات الاقتصاد البريطاني مثل النمو والبطالة.

Jun 13, 2025 - 16:08
الجنيه الإسترليني ينهار أمام الدولار وسط تصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران وتراجع اقتصادي بريطاني

انخفض الجنيه الإسترليني بشكل لافت يوم الجمعة مقابل الدولار الأمريكي، متأثرًا بتزايد الإقبال على العملات الآمنة، نتيجة التصعيد العسكري في الشرق الأوسط بعد أن شنت إسرائيل هجمات واسعة النطاق على مواقع إيرانية شمال شرقي طهران، شملت منشآت نووية وقواعد عسكرية. رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن عن "عملية الأسد الصاعد" بهدف إنهاء التهديد الإيراني المتعلق بالأسلحة النووية، في حين شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن امتلاك إيران لقنبلة نووية أمر غير مقبول، مؤكدًا على ضرورة تحرك طهران نحو التفاوض.

تراجع الجنيه إلى ما يقارب 1.3520 أمام الدولار، بعد أن كان قد سجل أعلى مستوياته في ثلاث سنوات عند 1.3630 في اليوم السابق. ويعود هذا الهبوط إلى تزايد تجنب المخاطر من قبل المستثمرين، مما أدى إلى تدفق رؤوس الأموال نحو الدولار. مؤشر الدولار (DXY) ارتفع بنسبة 0.45% إلى حوالي 98.30، متعافيًا من أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات عند 97.60.

وفيما يتعلق بالسياسات النقدية، تشير التوقعات إلى أن بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيحافظان على أسعار الفائدة الحالية خلال الأسبوع المقبل. لكن الضغوط تزداد على بنك إنجلترا لإعادة النظر في سياسة التيسير النقدي، خاصة بعد بيانات اقتصادية بريطانية ضعيفة أظهرت انكماشًا بنسبة 0.3% في الناتج المحلي لشهر أبريل، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.6% – وهو الأعلى منذ منتصف 2021.

كما أظهرت بيانات سوق العمل انخفاضًا في التوظيف، في ظل زيادة تكلفة التأمين الوطني على أصحاب العمل. ومن المتوقع أن تترك هذه الأرقام أثرًا مباشرًا على قرارات بنك إنجلترا القادمة، خاصة مع ترقب المستثمرين لصدور بيانات التضخم يوم الأربعاء المقبل.

على الصعيد الفني، رغم التراجع، فإن الزوج لا يزال أعلى من المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا عند 1.3490، مما يحافظ على بعض الزخم الصعودي. إلا أن مؤشر القوة النسبية (RSI) فقد زخمه بعد أن انخفض دون مستوى 60، مما قد يشير إلى مزيد من الضغوط البيعية في المدى القريب، مع مراقبة مستويات الدعم عند 1.3434 والمقاومة عند 1.3750.