الدولار الأسترالي يتراجع مع تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين وفرض رسوم جديدة على الموانئ

انخفض الدولار الأسترالي مع بداية تداولات الثلاثاء بعد أن فرضت الولايات المتحدة والصين رسومًا إضافية على شركات الشحن، ما زاد من حذر الأسواق وسط مخاوف التضخم وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية.

Oct 14, 2025 - 09:15
الدولار الأسترالي يتراجع مع تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين وفرض رسوم جديدة على الموانئ

شهد الدولار الأسترالي تراجعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء، متأثرًا بتجدد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين بعد إعلان الجانبين فرض رسوم جديدة على شركات الشحن البحري. وتراجعت العملة الأسترالية في وقتٍ يتزايد فيه القلق بشأن تأثير هذه الخطوة على التجارة العالمية، خصوصًا أن الصين تُعد الشريك التجاري الأكبر لأستراليا.

وبحسب التقارير، بدأت الولايات المتحدة بالفعل في تطبيق الرسوم الجديدة اعتبارًا من اليوم، بينما فرضت الصين ضرائب إضافية على السفن الأمريكية المملوكة أو المسجلة لديها، مع استثناء السفن المصنعة محليًا من هذه الإجراءات. وتُثير هذه التطورات مخاوف من تداعيات اقتصادية واسعة قد تؤثر على الطلب العالمي، ومن ثم على العملات المرتبطة بالسلع مثل الدولار الأسترالي.

في الوقت ذاته، أشار محضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي إلى استمرار حالة الترقب والحذر في السياسة النقدية، حيث يرى الأعضاء أن التضخم في قطاع الخدمات لا يزال مرتفعًا نسبيًا، بينما يعاني الاستهلاك من الضعف وتباطؤ نمو الأجور. وتوقعت البيانات الأخيرة أن يتجاوز التضخم في الربع الثالث التقديرات السابقة، مما يدفع البنك إلى الإبقاء على سياسة مشددة لفترة أطول.

أما على الجانب الأمريكي، فقد استقر مؤشر الدولار (DXY) حول مستوى 99.30 في انتظار خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. وتشير تقديرات الأسواق إلى احتمال بنسبة 97% لخفض الفائدة في أكتوبر، واحتمال آخر يبلغ 92% لتخفيض جديد في ديسمبر، في ظل تزايد التوقعات بتراجع وتيرة التضخم.

وجاءت تصريحات رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا آنا بولسون لتدعم هذا الاتجاه، إذ أكدت أن المخاطر التي تواجه سوق العمل قد تدفع إلى مزيد من التيسير النقدي خلال الفترة المقبلة. في المقابل، واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته الحادة تجاه الصين، معلنًا عن نية فرض تعريفات بنسبة 100% على الواردات الصينية، قبل أن يعود لاحقًا بتصريحات أكثر مرونة تحدث فيها عن رغبته في "مساعدة الصين لا إيذائها".

كما شهدت الصين تراجعًا في فائضها التجاري خلال سبتمبر إلى 645.47 مليار يوان، مقارنة بـ 732.7 مليار يوان في الشهر السابق، رغم ارتفاع الصادرات بنسبة 8.4% على أساس سنوي. وتزامن ذلك مع إعلان وزارة التجارة الصينية عن تشديد القيود على صادرات العناصر النادرة اعتبارًا من ديسمبر المقبل.

من الناحية الفنية، يتداول زوج AUD/USD بالقرب من مستوى 0.6510، وسط استمرار الميل الهبوطي ضمن قناة سعرية متراجعة. ويُرجح أن يختبر الزوج مستويات الدعم عند 0.6460 ثم 0.6414، بينما يشكل المتوسط المتحرك الأسي لـ9 أيام عند 0.6546 مقاومة رئيسية يجب اختراقها لاستعادة الزخم الصعودي نحو مستوى 0.6600.

وبشكل عام، يعكس أداء الدولار الأسترالي مزيجًا من الضغوط التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم والمخاوف الداخلية من التضخم، إلى جانب ترقب الأسواق لقرارات السياسة النقدية المقبلة من الجانبين الأسترالي والأمريكي.