الدولار الأسترالي يتراجع مع صعود الدولار الأمريكي وسط موقف محايد للاحتياطي الفيدرالي
الدولار الأسترالي يواصل خسائره أمام الدولار الأمريكي مع تراجع رهانات خفض الفائدة الأمريكية، رغم تصاعد توقعات تشديد السياسة النقدية في أستراليا مطلع 2026.
تراجع الدولار الأسترالي أمام نظيره الأمريكي خلال تعاملات يوم الأربعاء، مسجلاً خامس جلسة خسائر متتالية، في ظل تعافي الدولار الأمريكي بدعم من موقف أكثر حذرًا من جانب الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة.
ورغم الضغوط الحالية، قد يجد الدولار الأسترالي بعض الدعم مع تزايد توقعات الأسواق بأن يبدأ بنك الاحتياطي الأسترالي تشديد السياسة النقدية في وقت مبكر من فبراير المقبل. وتشير تقديرات كل من بنك الكومنولث الأسترالي وبنك أستراليا الوطني إلى أن التضخم المستمر والقيود على الطاقة الإنتاجية قد يدفعان البنك المركزي للتحرك أسرع مما كان متوقعًا سابقًا.
وتعكس تسعيرات مقايضات أسعار الفائدة احتمالية تبلغ نحو 28% لرفع الفائدة في فبراير، وترتفع إلى 41% في مارس، بينما بات رفع الفائدة في أغسطس مسعّرًا بالكامل تقريبًا، وذلك بعد لهجة البنك المتحفظة والمتشددة في اجتماعه الأخير لعام 2025.
في المقابل، لا يزال أداء الدولار الأسترالي متأثرًا ببيانات محلية متباينة، حيث أظهرت مؤشرات مديري المشتريات تحسن النشاط الصناعي في ديسمبر، بينما تباطأ قطاع الخدمات، مما أدى إلى تراجع المؤشر المركب، في إشارة إلى فقدان بعض الزخم الاقتصادي.
على الجانب الأمريكي، حافظ الدولار على مكاسبه مع تراجع التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة، بعدما فشلت بيانات سوق العمل المختلطة في تقديم حافز قوي لمزيد من التيسير النقدي. فقد أظهرت بيانات نوفمبر تحسنًا محدودًا في الوظائف، يقابله ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى منذ عام 2021، إلى جانب ثبات مبيعات التجزئة، ما يعكس تباطؤًا تدريجيًا في النشاط الاقتصادي.
وزادت تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، من دعم الدولار، إذ شدد على أن معركة التضخم لم تنته بعد، مفضلًا الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، محذرًا من الضغوط المستمرة على التكاليف والأسعار.
كما ساهمت البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين في زيادة الضغوط على العملات المرتبطة بالسلع، بما في ذلك الدولار الأسترالي، في ظل تباطؤ مبيعات التجزئة والاستثمار، وهو ما أثر سلبًا على توقعات الطلب الإقليمي.
يتداول زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي (AUD/USD) قرب مستوى 0.6630، مع بقائه داخل قناة صاعدة على الرسم البياني اليومي، ما يشير إلى تحيز صعودي عام على المدى المتوسط. إلا أن تذبذبه حول المتوسط المتحرك الأسي لتسعة أيام يعكس حالة من الحياد على المدى القصير.
وقد يؤدي كسر الحد السفلي للقناة الصاعدة قرب 0.6620 إلى زيادة الضغوط البيعية، مع استهداف محتمل لأدنى مستوى في ستة أشهر عند 0.6414. في المقابل، فإن عودة الزخم الصعودي قد تفتح الطريق أمام اختبار مستوى 0.6685، ثم 0.6707، مع إمكانية التقدم لاحقًا نحو الحد العلوي للقناة قرب 0.6740.