الدولار الأسترالي يلتقط أنفاسه قبل قرار الفائدة وعيون الأسواق على بيانات التجارة والتعريفات

شهد الدولار الأسترالي استقرارًا ملحوظًا مع بداية الأسبوع، بعدما استفاد من ضعف الدولار الأمريكي أواخر الأسبوع الماضي عقب صدور بيانات التوظيف الأمريكية المخيبة للآمال. وتمسك زوج الدولار الأسترالي/الأمريكي (AUD/USD) بمستوى 0.6470، محافظًا على توازنه الفني بالقرب من المتوسط المتحرك الأسي لمدة 200 يوم، بينما يتحرك المستثمرون بحذر في انتظار المستجدات الاقتصادية القادمة.

رغم أن أجندة البيانات الأسترالية هذا الأسبوع لا تتضمن مؤشرات ثقيلة، إلا أن الأنظار تتجه نحو قرار بنك الاحتياطي الأسترالي المنتظر في 12 أغسطس، حيث تعزز التوقعات بخفض الفائدة بعد تراجع معدل التضخم الأساسي إلى ما دون النطاق المستهدف للمركزي، مما يعكس ضغوطًا متزايدة على السياسة النقدية. ويعزز ذلك ارتفاع مؤشر تضخم معهد ملبورن الشهري بنسبة 0.9% في يوليو، وهي أسرع وتيرة منذ نحو 20 شهرًا، في وقت انخفض فيه مؤشر أسعار المستهلكين إلى 1.9%.

في المقابل، تظل الأسواق الأسترالية عرضة لتقلبات السياسة التجارية الأمريكية، مع استمرار إدارة الرئيس دونالد ترامب في فرض تعريفات جمركية مثيرة للجدل. وفي تحول لافت، أعلنت أستراليا السماح باستيراد لحوم البقر الكندية لأول مرة منذ عام 2003، مما يقوض رواية ترامب بأن تعريفاته ستفتح الأسواق الأسترالية أمام صادرات اللحوم الأمريكية.

تتجه الأنظار أيضًا إلى بيانات الميزان التجاري الأسترالي المرتقبة الخميس، والتي يتوقع أن تُظهر تحسنًا كبيرًا، إلا أن توقيتها قد يجعل تأثيرها محدودًا في الأسواق. ومن جهة أخرى، من المقرر صدور مؤشر مديري المشتريات للخدمات الصيني في وقت مبكر من الثلاثاء، حيث يترقب المتداولون ما إذا كانت التعريفات الأمريكية على الصين ستنعكس على الطلب الصيني – وبالتالي على صادرات أستراليا.

وفي ملف آخر مثير، تلقّت شركة تسلا الأمريكية ضربة قوية في السوق الأسترالية، حيث تراجعت حصتها في مبيعات البطاريات المنزلية من 20% إلى 5% فقط خلال سبعة أشهر، بالتزامن مع إطلاق الحكومة الأسترالية برنامج خصومات ضخم لتشجيع استخدام هذه الأنظمة. وقد انعكست هذه التراجعات سلبًا على سمعة الشركة، حيث صنفت من بين أقل العلامات التجارية موثوقية لدى المستهلك الأسترالي، وفقًا لاستطلاع أجرته شركة "روي مورغان"، لتنضم إلى كيانات مثل Timo وMeta وX التابعة لماسك أيضًا.

كل هذه العوامل تجعل الدولار الأسترالي في وضع حساس، حيث تتداخل اعتبارات محلية تتعلق بالتضخم والنمو مع ضغوط خارجية ناتجة عن التوترات التجارية والسياسية، ما يضع المستثمرين أمام أسبوع مليء بالتوجس والترقب.