الدولار الأمريكي تحت الضغط أمام الكندي مع تباين إشارات بنك كندا والفيدرالي
يتراجع زوج الدولار الأمريكي/الكندي قرب أدنى مستوياته منذ سبتمبر بينما تفكك الأسواق رسائل السياسة النقدية المتباينة بين بنك كندا والاحتياطي الفيدرالي.
يواصل الدولار الأمريكي فقدان زخمه أمام الدولار الكندي خلال تداولات الجمعة، رغم محاولات التعافي المحدودة، إذ ما تزال الأسواق تتفاعل مع قرارات السياسة النقدية الأخيرة لكل من بنك كندا والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. ويتحرك زوج USD/CAD حول مستوى 1.3760، وهو الأدنى منذ منتصف سبتمبر، ما يعكس القوة النسبية للعملة الكندية.
أبقى بنك كندا على سعر الفائدة دون تغيير عند 2.25%، في خطوة جاءت وفق التوقعات، معتبرًا أن مستويات الفائدة الحالية مناسبة في ظل تباطؤ التضخم عند مستويات قريبة من الهدف واستمرار مرونة النشاط الاقتصادي. كما عزز البنك توقعات استمرار فترة التوقف الحالية لفترة طويلة، مع ميل عام نحو إبقاء السياسة النقدية مستقرة حتى عام 2026، رغم أن بعض التقييمات بدأت تُلمّح لاحتمال العودة إلى التشديد في نهاية المطاف.
ورجّح محللون في البنك الوطني الكندي أن تستمر الفائدة دون تغيير في النصف الأول من العام المقبل، بينما تم تقديم توقعات بدء الرفع إلى الربع الأخير من 2026 بدلًا من أوائل 2027. ويشير المحللون إلى أن تراجع البطالة واستقرار التضخم قد يدفعان البنك إلى تشديد مبكر، في حين قد تؤدي تدهورات محتملة في سوق العمل أو مخاطر تجارية مرتبطة بمراجعة اتفاق USMCA إلى تأجيل أي تحركات جديدة حتى 2027. وتترقب الأسواق بيانات التضخم الكندي يوم الاثنين، والتي ستلعب دورًا مهمًا في تشكيل توقعات السياسة خلال الفترة المقبلة.
على الجانب الأمريكي، قام الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة ربع نقطة مئوية هذا الأسبوع، ليهبط النطاق المستهدف إلى 3.50%–3.75%. ورغم عدم تقديم البنك توجيهات واضحة بشأن مسار التيسير القادم، اعتبر المستثمرون النبرة العامة أقل تشددًا من المتوقع. وأكد المسؤولون أن القرارات القادمة ستظل مرتبطة بالبيانات الاقتصادية، في وقت تُظهر فيه مؤشرات النمو والاستقرار المالي إشارات مختلطة.
وأبدى أوستان جولسبي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو وأحد المعارضين لقرار الخفض الأخير، تحفظه بشأن تسريع وتيرة الت easing، مشيرًا إلى الحاجة لمزيد من الوضوح حول التضخم قبل اتخاذ إجراءات إضافية. ورغم تفاؤله بإمكانية خفض الفائدة على مدار العام المقبل، حذّر من التسرع في التخفيف، مستشهدًا بتجارب التضخم المرتفع في السنوات القليلة الماضية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الاقتصاد الأمريكي ما زال يظهر مرونة واسعة مع تباطؤ محدود فقط في سوق العمل.