الدولار الأمريكي يتراجع أمام الفرنك السويسري وسط تصاعد مخاوف العجز والتوترات الجيوسياسية
تراجع زوج الدولار/الفرنك السويسري نتيجة ضعف الدولار الأمريكي المتأثر بمخاوف متزايدة بشأن العجز المالي في الولايات المتحدة، في ظل مشروع قانون إنفاق ضخم من إدارة ترامب. في المقابل، عززت حالة النفور من المخاطرة والتوترات العالمية من الطلب على الفرنك كملاذ آمن.

شهد زوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري انخفاضًا خلال تداولات الجمعة الصباحية، حيث تم تداوله حول مستوى 0.8260، متأثرًا بضعف الدولار نتيجة تصاعد المخاوف من اتساع العجز المالي في الولايات المتحدة. ويأتي هذا التراجع بعد تمرير مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون إنفاق واسع مدعوم من الرئيس ترامب بفارق صوت واحد فقط، يتضمن تخفيضات ضريبية تهدف إلى تحفيز الاقتصاد المحلي، إلا أنه قد يضيف 3.8 مليار دولار إلى العجز العام بحسب تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس.
رغم ذلك، تلقى الدولار الأمريكي بعض الدعم المؤقت بفضل تحسن بيانات النشاط الاقتصادي، حيث أظهرت مؤشرات مديري المشتريات الصادرة عن S&P Global أداءً أقوى من المتوقع في كل من قطاعي التصنيع والخدمات خلال مايو، مما قلل من احتمالات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي على المدى القريب. وألمح أحد أعضاء الفيدرالي، كريستوفر والر، إلى إمكانية التخفيف النقدي لاحقًا هذا العام إذا استمرت الرسوم الجمركية المرتفعة دون التأثير سلبًا على النمو.
على الجانب الآخر، ارتفع الطلب على الفرنك السويسري مدفوعًا بزيادة شهية المستثمرين للأصول الآمنة في ظل القلق المتزايد حول الأوضاع الاقتصادية الأمريكية، إلى جانب التوترات الجيوسياسية العالمية، لاسيما في ظل تصريحات ترامب بأن الرئيس الروسي غير مستعد بعد لإنهاء الحرب. واقترح ترامب إجراء محادثات سلام على مستوى أدنى في الفاتيكان بدلًا من فرض عقوبات جديدة.
في المقابل، فإن توقعات بتيسير السياسة النقدية من قبل البنك الوطني السويسري تحد من مكاسب الفرنك. حيث أشار رئيس البنك مارتن شليجل إلى أن كافة أدوات السياسة متاحة، بما في ذلك احتمال العودة إلى الفائدة السلبية، رغم رغبته في تجنب ذلك. وتتوقع الأسواق الآن خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية المقبل للبنك في يونيو.