الدولار الأمريكي يتراجع قبل قرار الفيدرالي وسط غموض تجاري وضغط من العملات الآسيوية

انخفض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ أشهر وسط ترقب حذر لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة، مع ضغوط إضافية من العملات الآسيوية القوية وتصريحات تجارية غامضة من ترامب. الأسواق تترقب توضيحات من جيروم باول بعد الاجتماع المنتظر للفيدرالي.

May 6, 2025 - 22:15
الدولار الأمريكي يتراجع قبل قرار الفيدرالي وسط غموض تجاري وضغط من العملات الآسيوية

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، مع هبوط مؤشر الدولار (DXY) إلى مستوى 99.30، وهو الأدنى منذ فترة، وسط ترقب واسع في الأسواق لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. يأتي هذا الانخفاض بينما يراقب المستثمرون عن كثب إشارات السياسة النقدية القادمة، وسط مؤشرات على أن الفيدرالي قد يقترب من التحول نحو التيسير النقدي في الأشهر المقبلة.

في الوقت نفسه، استقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات عند 4.35%، في دلالة على الحذر العام في السوق قبل طرح مزاد بقيمة 39 مليار دولار، حيث لم تُظهر الأسواق شهية قوية تجاه السندات طويلة الأجل. بينما يواصل المتعاملون مراقبة إشارات الفيدرالي، تتجه الأنظار أيضًا إلى المؤتمر الصحفي المرتقب لرئيسه جيروم باول، الذي قد يحمل إشارات مهمة بشأن توجهات السياسة المقبلة.

سياسيًا، زادت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حالة الغموض، إذ لمح إلى قرب توقيع صفقات تجارية دون أن يقدم تفاصيل واضحة، مما قلل من تأثير تصريحاته على الأسواق. كما أكد مسؤولون أمريكيون أن الاتفاقيات التجارية، إذا أُعلنت، قد لا تكون محور التركيز في المرحلة القادمة، ما يعكس تغيرًا في استراتيجية الاتصالات قبل تحركات ترامب الدولية.

من جهة أخرى، تواصل العملات الآسيوية كسب الزخم، مع صعود الدولار التايواني والدولار السنغافوري والرنجيت الماليزي، وهو ما يؤثر على تدفقات العملات الأجنبية ويضع ضغوطًا إضافية على الدولار الأمريكي. يُعتقد أن هذه التحركات تعكس مرونة الاقتصاديات الآسيوية في مواجهة التوترات التجارية الحالية، وهو ما يتناقض مع التراجع التاريخي الذي كانت تشهده هذه العملات في مثل هذه الظروف.

أما فنيًا، فيتداول مؤشر الدولار حاليًا حول مستوى 99.46 منخفضًا بنسبة 0.32% خلال اليوم، ما يعكس ميلًا هبوطيًا مع إشارات متباينة من مؤشرات القوة والزخم. فبينما يبقى مؤشر القوة النسبية محايدًا عند 39.41، يشير مؤشر MACD إلى فرصة شراء، في حين تظل المستويات الفنية قيد الاختبار دون تأكيد واضح لمنطقة دعم قوية.

يتوقع السوق الآن أول خفض لمعدل الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في يوليو المقبل، مع إمكانية خفضين إضافيين بنهاية العام، مما يعزز التوقعات بمزيد من الضغوط على الدولار في المدى القصير، ما لم تظهر بيانات أو تحركات غير متوقعة من صناع السياسة النقدية.