الدولار الأمريكي يتماسك بين نار التوترات الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة

استقر مؤشر الدولار الأمريكي فوق مستوى 98 مع ترقب الأسواق لقرار ترامب بشأن إيران وتقييمها لمسار السياسة النقدية للفيدرالي. وعلى الرغم من الدعم قصير الأجل من حالة عدم اليقين، تظل الآفاق الصعودية محدودة بفعل رهانات خفض الفائدة في سبتمبر.

Jun 20, 2025 - 18:36
الدولار الأمريكي يتماسك بين نار التوترات الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة

شهد مؤشر الدولار الأمريكي تداولات جانبية يوم الجمعة، محافظًا على استقراره أعلى مستوى 98.00، في ظل مراقبة الأسواق الحذرة للتطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وقرارات السياسة النقدية الأخيرة. ولا تزال المخاوف المتعلقة بالصراع المحتمل بين الولايات المتحدة وإيران تلقي بظلالها على شهية المخاطرة، مما يمنح الدولار دعمًا كملاذ آمن.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد منح نفسه مهلة تمتد لأسبوعين لاتخاذ قرار بشأن تدخل عسكري محتمل في إيران، مما أتاح مساحة للمفاوضات الدبلوماسية بقيادة أوروبية في جنيف، لكنه في الوقت ذاته زاد من حدة الترقب. هذا الغموض الجيوسياسي ساهم في إبقاء الدولار الأمريكي صامدًا أمام الضغوط السلبية.

وعلى صعيد السياسة النقدية، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه هذا الأسبوع، فيما أكد رئيسه جيروم باول على أهمية قراءة البيانات الاقتصادية بحذر، مع الإشارة إلى استمرار المخاطر التضخمية، لاسيما تلك المرتبطة بالرسوم الجمركية. في الوقت ذاته، تستمر التوقعات بأن يتم خفض الفائدة مرتين هذا العام، وقد يأتي أولها في سبتمبر.

المشهد العالمي المعقد يضيف إلى تذبذب الدولار، مع اختلاف السياسات النقدية بين البنوك المركزية الكبرى. ففي حين فاجأ البنك الوطني السويسري وبنك النرويج الأسواق بخفض معدلات الفائدة، يظل كل من المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا والمركزي الأسترالي في وضع الانتظار، مع ميل واضح نحو المزيد من التيسير، وهو ما يوفر دعمًا نسبيًا للدولار عبر فروق العوائد.

من الناحية الفنية، لا يزال مؤشر الدولار يعاني لبناء زخم صاعد قوي. إذ يتداول عند متوسطه المتحرك لـ20 يومًا عند 98.91، فيما يقابل مقاومة قوية عند المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند 99.50. أما الدعم الأهم فيقع عند 97.61، وهو أدنى مستوى سُجل بين يناير ويونيو.

تبقى العقبات أمام ارتفاع المؤشر متمثلة في حاجز 100 النفسي ومستوى فيبوناتشي 23.6% عند 100.57. ومع بقاء مؤشر القوة النسبية (RSI) دون المستوى الحيادي 50، يبدو أن الدولار يفتقر إلى الزخم الصعودي الكافي. ما لم يتمكن من اختراق نطاق 99.50–100.57، فمن المرجح أن يواصل المؤشر مساره الهبوطي في ظل تغيرات متوقعة في السياسة النقدية وتدفقات المستثمرين نحو الأصول الآمنة.