الدولار الأمريكي يفقد زخمه قبيل بيانات التضخم وسط شكوك بشأن اتفاق التجارة مع الصين

يتراجع الدولار الأمريكي قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية، في ظل تشكك الأسواق بشأن فاعلية اتفاق التجارة مع الصين. فشل مؤشر الدولار في تجاوز 102.00 يعكس مخاوف فنية واقتصادية، ما يترك الباب مفتوحًا لتحركات حادة وفقًا لبيانات مؤشر أسعار المستهلك القادمة.

May 13, 2025 - 14:44
الدولار الأمريكي يفقد زخمه قبيل بيانات التضخم وسط شكوك بشأن اتفاق التجارة مع الصين

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات الثلاثاء، مع تلاشي الأثر الإيجابي لاتفاق التجارة بين واشنطن وبكين، الذي لم تُكشف تفاصيله بعد. ووسط ترقّب المتداولين لبيانات التضخم الأمريكية، انخفض مؤشر الدولار (DXY) إلى مستوى 101.50، بعدما فشل في الصعود مجددًا إلى ما فوق حاجز 102.00.

ورغم إعلان خفض الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة، إلا أن غياب التفاصيل الدقيقة أو جدول زمني للمفاوضات، أبقى المستثمرين في حالة من الحذر، وهو ما يشبه إلى حد كبير ما حدث في الاتفاق التجاري الأخير بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة. ومع ذلك، تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر أبريل، والتي يُتوقع أن تُظهر انتعاشًا شهريًا إلى 0.3%، سواء على صعيد المؤشر الرئيسي أو الأساسي، مع ثبات المعدلات السنوية عند 2.4% و2.8% على التوالي.

في سياق متصل، حذر أوستان جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، من استمرار الأثر التضخمي للتعريفات الجمركية المفروضة حاليًا، بينما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده في موقع أقوى بالمفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى معاملة غير عادلة من طرف بروكسل.

على صعيد البيانات، أظهرت قراءة مؤشر تفاؤل الأعمال الصادر عن الرابطة الوطنية للأعمال المستقلة (NFIB) لشهر أبريل تراجعًا إلى 95.8، وهو ما خالف التوقعات التي أشارت إلى انخفاض أعمق.

أما في الأسواق، فالصورة متباينة؛ فقد تراجعت الأسهم الصينية بنسبة 2%، بينما بدت الأسواق الأوروبية حذرة، في حين تشير العقود الأمريكية إلى خسائر محدودة تقل عن نصف نقطة مئوية. ومع تداول العوائد الأمريكية لأجل 10 سنوات عند 4.45%، تضاءلت احتمالات خفض أسعار الفائدة في يونيو إلى 8.2%، بينما تبلغ فرص الخفض في يوليو نحو 38.6%.

من الناحية الفنية، فإن فشل مؤشر الدولار في اختراق مستوى 102.00 وأغلقه دون النقطة المحورية 101.90 قد يمهّد لهبوط أوسع نحو 100.00. وفي حال جاءت بيانات التضخم ضعيفة، قد يعمّق ذلك خسائر الدولار. أما في حال تجاوز مستوى 102.29، وهو المتوسط المتحرك لـ55 يومًا، فقد ينجح المؤشر في استعادة بعض الزخم الصعودي.