الدولار الأمريكي يلتقط أنفاسه قرب 98.50 بانتظار اختبار التضخم الحاسم

مؤشر الدولار يستقر عند مستويات مرتفعة مع حذر الأسواق قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية التي قد تعيد رسم مسار الفائدة.

Dec 18, 2025 - 12:21
الدولار الأمريكي يلتقط أنفاسه قرب 98.50 بانتظار اختبار التضخم الحاسم

استقر مؤشر الدولار الأمريكي خلال تعاملات الخميس بالقرب من مستوى 98.50، محافظًا على مكاسبه المحدودة من الجلسة السابقة، في وقت تسيطر فيه حالة من الترقب والحذر على الأسواق قبيل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة.

ويعكس هذا الاستقرار تردد المتداولين في بناء مراكز جديدة قبل صدور التقرير المنتظر، والذي يُتوقع أن يقدم إشارات أوضح حول اتجاه التضخم، وبالتالي مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة.

في الخلفية، أظهرت بيانات سوق العمل الأمريكية لشهر نوفمبر مؤشرات على تباطؤ تدريجي، إذ ارتفع معدل البطالة إلى 4.6%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2021. ورغم أن عدد الوظائف الجديدة جاء أفضل من التوقعات، فإنه لم يكن كافيًا لتعويض التراجع الحاد المسجل في أكتوبر، ما زاد من القلق بشأن زخم التوظيف.

وتشير توقعات الأسواق، إلى احتمال يبلغ 73.4% لإبقاء الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل في يناير، مع تراجع طفيف عن التقديرات السابقة. في المقابل، ارتفعت احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 26.6%، ما يعكس تزايد الانقسام في توقعات المستثمرين.

ولا يقتصر هذا الانقسام على الأسواق فحسب، بل يمتد أيضًا إلى صناع القرار داخل الاحتياطي الفيدرالي. فبينما تشير التوقعات المتوسطة إلى خفض واحد للفائدة في عام 2026، يرى بعض المسؤولين أن خفض الفائدة قد لا يكون ضروريًا، في حين تسعّر الأسواق حاليًا خفضين خلال العام المقبل.

وفي هذا السياق، صرح عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والير بأن مستويات الفائدة الحالية قد تكون أعلى من اللازم بنحو نقطة مئوية كاملة. وأشار إلى أن نمو الوظائف يقترب من التوقف، داعيًا إلى خفض مدروس لأسعار الفائدة خلال العام المقبل لدعم سوق العمل، مع التأكيد في الوقت نفسه على أن استمرار الضغوط التضخمية لا يستدعي تحركًا عاجلًا، وأن النهج التدريجي نحو المعدلات المحايدة يظل الخيار الأنسب.