شهد الدولار الأمريكي توقفًا عن الانخفاض يوم الخميس بعد سلسلة من الخسائر الحادة، إذ وجد دعمًا فنيًا قرب مستوى 97.00 لمؤشر الدولار (DXY)، مدفوعًا بموجة من التفاؤل في الأسواق العالمية بشأن انفراجة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من الشركاء الرئيسيين. فقد ساهمت الاتفاقيات الثنائية الجديدة التي أبرمتها واشنطن مع كل من اليابان وإندونيسيا والفلبين في تعزيز شهية المخاطرة، مما قلل من الإقبال على أصول الملاذ الآمن، وعلى رأسها الدولار.
التفاؤل لم يتوقف عند هذه الصفقات، إذ أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يحرزان تقدمًا في محادثات تجارية تهدف إلى اتفاق شامل قد يحاكي نموذج الاتفاق مع اليابان، حيث يتم اقتراح تعريفة موحدة تبلغ 15% على غالبية السلع الأوروبية مع استثناءات استراتيجية مثل قطاع الطيران والمعدات الطبية. لكن في المقابل، تستعد بروكسل للرد بتعريفات انتقامية قد تصل قيمتها إلى 100 مليار يورو إذا لم تسفر المفاوضات الجارية عن نتائج قبل حلول الأول من أغسطس.
وفي خضم هذا المشهد، يترقب المستثمرون زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مقر الاحتياطي الفيدرالي مساء الخميس، في خطوة غير معتادة تزيد من الضغط السياسي على رئيس الفيدرالي جيروم باول، خاصة في ظل الانتقادات السابقة الموجهة له من البيت الأبيض بخصوص نهج الفائدة.
في هذا السياق، أظهر مؤشر الدولار بعض الاستقرار خلال الجلسة الأوروبية، حيث يتداول حول 97.40، وسط محاولات لتعويض جزء من خسائره. ويأتي هذا الأداء وسط مزيج من التفاؤل التجاري والتوترات السياسية حول استقلالية الفيدرالي، مما يجعل الأسواق في حالة ترقب لأي تطورات قد تؤثر على السياسة النقدية الأمريكية في المستقبل القريب.
