الدولار الأمريكي يواصل الصعود بدعم من توقعات الفائدة وترقب بيانات التجزئة

سجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا مقتربًا من مستوى 98.50، بدعم من تزايد التوقعات بأن يبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير، وسط ترقب لصدور بيانات مبيعات التجزئة. وفي الخلفية، يلوّح ترامب بتوسيع نطاق الرسوم الجمركية، ما يضيف مزيدًا من الحذر للأسواق العالمية.

Jul 17, 2025 - 09:20
الدولار الأمريكي يواصل الصعود بدعم من توقعات الفائدة وترقب بيانات التجزئة

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية، ليقترب من مستوى 98.50 خلال التعاملات الآسيوية يوم الخميس، مستردًا بعض خسائره التي تكبدها في الجلسة السابقة. يأتي هذا الارتفاع قبل صدور بيانات اقتصادية مهمة، أبرزها مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر يونيو، بالإضافة إلى أرقام البطالة الأسبوعية ومؤشر فيلادلفيا الصناعي، وكلها مقررة خلال الجلسة الأمريكية القادمة.

الدولار يستمد دعمه من تصاعد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لن يُقدم على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه في يوليو، وهو ما تعزز بصدور بيانات تضخم أعلى من المتوقع لشهر يونيو. فقد أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل أن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي سجل ارتفاعًا بنسبة 2.7%، في حين بلغ التضخم الأساسي 2.9%، وهو أقل بقليل من التوقعات البالغة 3.0%، ولكنه ما زال أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2%.

من ناحية أخرى، أظهرت بيانات مؤشر أسعار المنتجين استقرارًا في الأسعار خلال يونيو، بينما ارتفع المؤشر الأساسي بنسبة 2.6% سنويًا، مما يشير إلى ضغوط تضخمية معتدلة لكنها مستمرة.

وفي السياق ذاته، شددت لوري لوغان، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، على ضرورة الإبقاء على السياسة النقدية الحالية لفترة أطول، خاصة مع تزايد الضغوط التضخمية الناتجة عن السياسات التجارية الجديدة. أما رئيس بنك نيويورك الفيدرالي، جون ويليامز، فأكد أن السياسة الحالية مناسبة، وتتيح المجال لمراقبة أداء الاقتصاد قبل اتخاذ قرارات جديدة بشأن الفائدة.

كما أشار تقرير "الكتاب البيج" الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي إلى أن النشاط الاقتصادي لا يزال قويًا نسبيًا، لكن التكاليف التشغيلية تشهد زيادات تدفع الشركات للتحرك بحذر.

سياسيًا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يعتزم إخطار أكثر من 150 دولة بفرض تعريفة جمركية جديدة بنسبة 10%، مع احتمال رفعها لاحقًا إلى ما بين 15% و20%. وأوضح أن هذه الدول ليست من الشركاء التجاريين الرئيسيين مثل الصين أو اليابان. كما أشار إلى أن المفاوضات مع الهند بشأن التعريفات تقترب من نهايتها، بينما رفض التعليق على أي خطط مستقبلية بشأن كندا.

كل هذه العوامل مجتمعة تعزز من أداء الدولار، وتضع الأسواق في حالة ترقب لما ستكشف عنه البيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم.