الدولار الكندي تحت الضغط رغم صعود النفط: شبح التعريفات الأمريكية يُهدد المكاسب
رغم دعم أسعار النفط القوي، يعاني الدولار الكندي من الضغوط وسط تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة وتهديدات بفرض تعريفات ضخمة.

بدأ الدولار الكندي تداولات الأسبوع بتعرضه لمزيد من الضغوط، متأثرًا بتعافي الدولار الأمريكي واستمرار القلق بشأن العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة. فعلى الرغم من ارتفاع أسعار النفط الخام، والذي عادةً ما يدعم العملة الكندية، فإن عدم توصل أوتاوا وواشنطن إلى اتفاق تجاري قبل الموعد النهائي في 1 أغسطس يلقي بظلاله الثقيلة على الدولار الكندي.
وخلال الجلسة الأمريكية، استقر زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي حول مستوى 1.3714، مرتفعًا بنسبة 0.10%. هذا التماسك جاء في ظل تحسن معنويات السوق العالمية بعد التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والذي دعم مؤشر الدولار الأمريكي ليتداول قرب 98.30، وهو أعلى مستوى له خلال أسبوع.
في سياق آخر، زادت أسعار النفط بعدما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقصير مهلة وقف إطلاق النار التي منحها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من 50 يومًا إلى نحو 10-12 يومًا فقط، وهو ما اعتبره السوق ضغطًا إضافيًا على موسكو وسببًا في دعم أسعار الخام، وبالتالي دعمًا جزئيًا للدولار الكندي المرتبط بالسلع.
وفيما يخص العلاقات الكندية-الأمريكية، تلوح في الأفق تهديدات بفرض تعريفات أمريكية تصل إلى 35% على الصادرات الكندية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول المهلة المحددة. وقد أكد وزير التجارة الأمريكي أن الموعد النهائي غير قابل للتفاوض، بينما أشار ترامب إلى عدم اهتمامه بإبرام اتفاق "غير مجدٍ" مع كندا، مضيفًا أنه قد يفرض الرسوم دون تفاوض إضافي.
من الجانب الكندي، أبدت الحكومة حذرًا، حيث صرّح كل من رئيس الوزراء ووزير التجارة أن كندا لن توقع اتفاقًا مستعجلًا أو غير متوازن، مفضلين الانسحاب على تقديم تنازلات كبيرة، وأبدوا قلقهم من إمكانية فرض تعريفات مستقبلية حتى في حال الاتفاق.
ويترقب المستثمرون قرارات السياسة النقدية المرتقبة من كل من بنك كندا والاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، حيث يتوقع أن تظل أسعار الفائدة دون تغيير، مع التركيز على التوجيه المستقبلي في ظل التحديات التضخمية والتجارية.