الدولار الكندي يتراجع بقوة بعد قفزة التضخم المزدوجة في كندا والولايات المتحدة
شهد الدولار الكندي تراجعًا ملحوظًا أمام نظيره الأمريكي بعد صدور بيانات التضخم التي فاقت التوقعات في كل من كندا والولايات المتحدة، ما دفع المستثمرين لإعادة تقييم مسار أسعار الفائدة وأضعف التوقعات بخفض قريب. هذا التطور دعم صعود زوج USD/CAD فوق مستوى 1.3700 وسط تدفقات قوية للدولار كملاذ آمن.

تعرض الدولار الكندي لضغوط ملحوظة يوم الثلاثاء، مع هبوطه إلى مستويات دنيا جديدة بعد صدور أرقام التضخم المفاجئة في كندا والولايات المتحدة لشهر يونيو. فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في كندا إلى 2.7% سنويًا مقابل 2.5% في القراءة السابقة، في حين تسارع التضخم الأساسي إلى 1.9% من 1.7%. أما في الولايات المتحدة، فقد صعد معدل التضخم إلى 2.7% مقارنة بـ 2.4% المسجلة في مايو، مما بدد آمال الأسواق في خفض سريع لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
أدت هذه البيانات المزدوجة إلى زيادة التوتر في أسواق المال، إذ بدأت التوقعات بخفض الفائدة تتلاشى بشكل تدريجي، ليظهر ذلك في عقود الفائدة الأمريكية التي تُظهر حاليًا فرصة لا تتجاوز 55% لخفض بمقدار ربع نقطة في اجتماع الفيدرالي المقبل في سبتمبر. في المقابل، يجد بنك كندا نفسه أمام معضلة جديدة بعد وتيرة التخفيضات السريعة في وقت سابق من العام.
دفعت هذه المستجدات المستثمرين نحو الدولار الأمريكي الذي استفاد من التدفقات على الملاذات الآمنة، ما عزز ارتفاع زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي ليتجاوز مستوى 1.3700. فنيًا، رغم أن الزوج لا يزال يتداول دون متوسطاته المتحركة الرئيسية على المدى الطويل، إلا أن الزخم الإيجابي يشير لاحتمالات استمرار الصعود مع فقدان الدولار الكندي لجاذبيته تدريجيًا. ويراقب المتعاملون الآن أي بيانات أو إشارات جديدة قد تؤثر على رهانات السياسة النقدية في الفترة المقبلة.