الدولار الكندي يواصل صعوده مدعومًا بضعف الدولار الأمريكي وتوترات التجارة

ارتفع الدولار الكندي أمام نظيره الأمريكي في تعاملات الثلاثاء، مسجلًا مستويات جديدة لم يشهدها منذ أشهر، مع استمرار الضغوط على الدولار الأمريكي وضعف واضح في معنويات السوق العالمية. وساعد الأداء المتراجع للدولار الأمريكي، إلى جانب حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، في تعزيز مكانة الدولار الكندي، مما دفع زوج USD/CAD للهبوط إلى ما دون 1.3750، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر الماضي.

ورغم تراجع مؤشر مديري المشتريات الكندي لشهر أبريل إلى ما دون 48.0، مخالفًا التوقعات التي أشارت إلى 51.2، فقد تجاهلت الأسواق المحلية هذه البيانات السلبية جزئيًا، مدفوعة بتزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لن يتخذ أي خطوات تشديدية جديدة خلال اجتماعه المرتقب. ومع ثبات معدلات الفائدة الأمريكية، تتحول الأنظار إلى خطاب رئيس الفيدرالي، جيروم باول، بحثًا عن أي إشارات تتعلق بتحول محتمل نحو سياسة نقدية أكثر مرونة.

وعلى الصعيد السياسي، ألقت التصريحات المتناقضة الصادرة عن المؤتمر الصحفي المشترك بين رئيس الوزراء الكندي مارك كارني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بظلالها على توقعات التجارة بين البلدين. ففي حين أكد كارني أن اتفاقية التجارة الحالية (USMCA) يمكن أن تكون نقطة انطلاق قابلة للتطوير، أعرب ترامب عن مواقف متناقضة، مشيرًا إلى أنها جيدة بما فيه الكفاية، لكنها قد تحتاج إلى إعادة تفاوض، مما زاد من غموض الموقف الأمريكي وأربك المتابعين.

وبينما يفتقر زوج USD/CAD إلى زخم واضح من حيث المؤشرات الفنية، فإن التوجه العام لا يزال يميل لصالح الدولار الكندي. يستقر الزوج دون المتوسط المتحرك الأسي لـ200 يوم والذي يقع فوق مستوى 1.4000، وهو ما يعزز التوقعات بمزيد من التراجع إذا استمرت العوامل الأساسية في دفع الدولار الأمريكي نحو الضعف.

في المجمل، تبدو الأسواق متجهة نحو المزيد من التقلبات، حيث تتفاعل مع مزيج من المؤشرات الاقتصادية الضعيفة، وتصريحات سياسية غير حاسمة، وتوقعات بإمكانية تحول السياسة النقدية الأمريكية في المستقبل القريب.