الدولار يرتفع قرب 98 بدعم من الحذر في الأسواق وسط انقسام داخل الفيدرالي ورسوم ترامب الجديدة
عزز مؤشر الدولار الأمريكي مكاسبه للجلسة الثالثة متتالية متداولًا قرب 98.00، مع تزايد حذر المستثمرين وسط رسائل متباينة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن مستقبل أسعار الفائدة. في الوقت نفسه، ساهم إعلان ترامب عن رسوم جمركية جديدة على كندا في تأجيج المخاوف ودعم طلبات التحوط بالدولار.
واصل مؤشر الدولار الأمريكي صعوده لليوم الثالث على التوالي، ليتداول في بداية التعاملات الأوروبية يوم الجمعة بالقرب من مستوى 97.80، مدفوعًا باتجاه المستثمرين لتوخي الحذر في ظل رسائل متناقضة صادرة عن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حول مسار السياسة النقدية المقبلة. فقد صرح أوستان جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، في وقت متأخر الخميس، بأنه لا يوافق على الرأي القائل بضرورة خفض أسعار الفائدة بهدف تخفيف عبء الدين الحكومي، مشددًا على أن مهمة الفيدرالي تنحصر في دعم التوظيف واستقرار الأسعار، ولافتًا إلى متانة البيانات الاقتصادية الأخيرة قبل زيادة الرسوم في أبريل.
على الجانب الآخر، جدّد عضو مجلس محافظي الفيدرالي كريستوفر والر دعوته لخفض مبكر للفائدة ربما في يوليو، معتبرًا أن ضغوط الأسعار الناتجة عن التعريفات الجمركية قد تكون مؤقتة ولا ينبغي أن تمنع التحرك. وأيدت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي في سان فرانسيسكو، هذا الطرح، مشيرة إلى أن السياسة الحالية ما تزال متشددة نسبيًا، فيما الاقتصاد الأمريكي يواصل إظهار زخم نمو قوي مع تراجع في التضخم وارتفاع الوظائف، ما يمنح الفيدرالي القدرة على تخفيف القيود بشكل تدريجي ومنظم.
وفي سياق آخر، ألقت الأجواء التجارية المتوترة بظلالها على الأسواق بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم بنسبة 35% على الواردات القادمة من كندا اعتبارًا من أغسطس، مع توجيه إشعارات مماثلة لدول أوروبية ينتظر تنفيذها خلال أيام. كما أظهرت محاضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر يونيو أن صانعي السياسة يفضلون التريث قبل اتخاذ خطوات جديدة بشأن أسعار الفائدة، ما يعزز حالة الترقب في الأسواق ويدفع المتعاملين للإقبال على الدولار كملاذ مؤقت.
