الدولار/ين يصعد مع قوة الدولار وزلزال اليابان يربك توقعات بنك اليابان

ارتفع زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني (USD/JPY) خلال تعاملات الاثنين ليتم تداوله قرب مستوى 155.80، مسجلًا مكاسب بنحو 0.3%، مدعومًا بانتعاش الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة، في ظل استعداد الأسواق لقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب.

تسعّر الأسواق احتمالًا كبيرًا لخفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس هذا الأسبوع، مع توقعات بأن يتبنى رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول نبرة أكثر تشددًا بسبب استمرار مخاطر التضخم. كما تشير التقديرات إلى احتمال وجود انقسامات داخل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، ما قد يضيف قدرًا من الغموض لمسار السياسة النقدية خلال عام 2026.

في غياب بيانات اقتصادية أمريكية مؤثرة خلال جلسة الاثنين، يترقب المستثمرون بيانات التوظيف للقطاع الخاص (ADP) وفرص العمل الشاغرة (JOLTS) يوم الثلاثاء، والتي قد تعيد تشكيل التوقعات بشأن قوة سوق العمل الأمريكي. في الوقت نفسه، أظهرت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) تباطؤًا في التضخم، ما يدعم فكرة اتباع الاحتياطي الفيدرالي نهجًا أكثر حذرًا في تخفيف السياسة النقدية مستقبلًا.

على الجانب الياباني، زادت حالة عدم اليقين بعد الزلزال القوي الذي بلغت شدته 7.6 درجة في شمال شرق اليابان، مع صدور تحذيرات من تسونامي في عدة مناطق ساحلية. هذا الحدث زاد من نفور المستثمرين من المخاطرة وأضعف الين، مع تصاعد المخاوف من أن تؤدي التداعيات الاقتصادية إلى تأجيل خطط بنك اليابان لرفع أسعار الفائدة.

كما أظهرت البيانات الاقتصادية اليابانية إشارات متباينة؛ إذ تم تعديل الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث ليُظهر انكماشًا حادًا، في حين سجلت الأجور الاسمية نموًا قويًا، ما أبقى سيناريو تشديد السياسة النقدية مطروحًا. وفي الوقت ذاته، تواصل عوائد السندات الحكومية اليابانية التحرك قرب أعلى مستوياتها منذ سنوات.

في المحصلة، يتحرك زوج USD/JPY بين عاملين متعارضين: دعم من قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات الأمريكية، مقابل ضعف الين بسبب تداعيات الزلزال وعدم وضوح مسار السياسة النقدية اليابانية، على أن تبقى الأنظار معلقة على قرار الاحتياطي الفيدرالي وتطورات الوضع في اليابان خلال الأيام المقبلة.