الذهب تحت الضغط: الأسعار دون 3400 دولار رغم توتر الأسواق وتوقعات خفض الفائدة
تراجعت أسعار الذهب دون مستوى 3400 دولار رغم تصاعد التوترات التجارية وتزايد رهانات خفض الفائدة، بينما يُبقي المستثمرون أنظارهم على تحركات الفيدرالي الأمريكي المقبلة.

تراجعت أسعار الذهب خلال تداولات الجمعة، لكنها قلصت جزءًا من خسائرها وسط استمرار الضغوط الناتجة عن ارتفاع طفيف في الدولار الأمريكي وتحسن شهية المخاطرة في الأسواق. ورغم الهبوط، لا تزال الأسعار مستقرة فوق أعلى مستوياتها في أسبوعين، إلا أنها عجزت عن تجاوز حاجز 3400 دولار، مما يعكس حالة من التردد بين المستثمرين.
ويأتي هذا الأداء في وقت يشهد فيه السوق ضغوطًا من عمليات جني أرباح بعد موجة صعود الأسبوع الماضي، إلى جانب انتعاش الدولار من أدنى مستوياته في أسبوعين. ومع ذلك، لا تزال العوامل الداعمة للمعدن الثمين حاضرة، وعلى رأسها التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رسوم جمركية جديدة على واردات هندية، بالإضافة إلى ضرائب مرتقبة على الأدوية وأشباه الموصلات.
من جانب آخر، تستمر رهانات الأسواق على توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض الفائدة مجددًا في سبتمبر، لا سيما بعد ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأمريكية، ما يشير إلى تباطؤ محتمل في سوق العمل. وتشير توقعات أدوات السوق إلى أكثر من 90% احتمال لتخفيض الفائدة خلال الاجتماع المقبل، مع إمكانية خفض إضافي قبل نهاية العام.
وفي ظل هذا السياق، تظهر المؤشرات الفنية للذهب إشارات إيجابية، خصوصًا مع حفاظ الأسعار على مناطق دعم قوية، مما قد يفتح المجال أمام محاولات جديدة لاختراق مستويات 3420 ثم 3435 دولار، على أن يبقى مستوى 3500 هدفًا نفسيًا بعيد المدى. في المقابل، فإن أي كسر دون مستويات دعم مهمة مثل 3350 دولار قد يدفع بالسعر نحو مستويات أدنى تصل إلى 3300 وربما 3268 دولار.
رغم التذبذب الحالي، يظل الذهب في منطقة جذب للمستثمرين، مدعومًا بعوامل سياسية واقتصادية متشابكة، في انتظار محفزات جديدة قد تحدد اتجاهه التالي.