يتعرض الذهب لضغوط بيعية خلال تداولات الخميس، بعد أن فشل في الحفاظ على مكاسبه فوق المستوى النفسي البالغ 4000 دولار للأونصة، حيث أثّر إعلان اتفاق السلام بين إسرائيل وحماس في مرحلته الأولى على شهية المستثمرين تجاه الملاذات الآمنة، مما دفع المتداولين إلى جني الأرباح بعد الارتفاعات القياسية الأخيرة.
وجاء تراجع المعدن الثمين مدعومًا أيضًا بعودة عمليات شراء الدولار الأمريكي، الذي استعاد بعض زخمه مع بداية الجلسة الأوروبية. ومع ذلك، لا تزال التوقعات المتساهلة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي — والتي تتضمن احتمال خفض الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام — تحدّ من حدة التراجعات في أسعار الذهب.
وتشير أداة CME FedWatch إلى أن الأسواق تسعّر احتمالًا بنسبة 93٪ لخفض الفائدة في أكتوبر، و79٪ لاحتمال خفض آخر في ديسمبر. في الوقت نفسه، يستمر الإغلاق الحكومي الأمريكي لليوم التاسع، مما يثير المخاوف بشأن تأثيره على النشاط الاقتصادي وسوق العمل، وهو ما قد يدعم المعدن في حال تجدد الضغوط على الدولار.
على الصعيد الجيوسياسي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل وحماس توصلتا إلى اتفاق سلام مبدئي من 20 نقطة بعد محادثات في مصر، ما خفف التوترات الإقليمية وأضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن. ورغم ذلك، لا تزال بعض المخاطر قائمة، إذ حذر نائب روسي بارز من أن موسكو سترد عسكريًا إذا زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بصواريخ “توماهوك”، مما يبقي احتمالات عودة التوتر قائمة.
في غياب بيانات اقتصادية أمريكية بسبب الإغلاق، تتجه أنظار المستثمرين إلى خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وعضو المجلس ميشيل بومان في مؤتمر مصرفي بواشنطن، بحثًا عن أي تلميحات جديدة حول مستقبل السياسة النقدية.
فنيًا، يتداول الذهب دون دعم القناة الصاعدة قصيرة الأجل، محافظًا على تماسّه مع مستوى 4000 دولار الذي يمثل نقطة محورية للمشترين. كسر هذا المستوى بشكل واضح قد يدفع الأسعار نحو 3948 – 3947 دولارًا، وربما إلى 3900 دولار لاحقًا. أما في حال ارتداد السعر فوق 4035 دولارًا، فقد يتجه الذهب لإعادة اختبار قمته التاريخية عند 4059 – 4060 دولارًا، مع إمكانية التمدد إلى 4080 – 4100 دولار في حال استمرار الزخم الصعودي.
