الذهب عالق في نطاق ضيق مع تذبذب توقعات الفيدرالي وصعود شهية المخاطرة

يواصل الذهب تداولاته داخل نطاق محدود مع بداية الأسبوع، إذ يوازن المستثمرون بين التصريحات المتباينة لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وتحسن المعنويات في الأصول ذات المخاطر المرتفعة. ويتداول سعر الذهب حاليًا قرب 4076 دولار بعد ارتداد من أدنى مستويات الجلسة حول 4040 دولار.

ازدادت رهانات السوق على خفض سعر الفائدة في ديسمبر عقب تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز، الذي أشار إلى إمكانية اتخاذ خطوات تيسيرية خلال الفترة المقبلة. ورغم ذلك، يستمر الغموض في السيطرة على المشهد مع تمسك أعضاء آخرين في الاحتياطي الفيدرالي بنبرة أكثر حذرًا، خصوصًا في ظل غياب البيانات الجوهرية قبل اجتماع الفيدرالي في 9-10 ديسمبر.

التحسن النسبي في الإقبال على المخاطرة قلّص الطلب على الذهب بوصفه ملاذًا آمنًا، خاصة مع ارتفاع توقعات خفض الفائدة وعودة الزخم الإيجابي للأسهم العالمية بعد أسبوع من التذبذب. ومع ذلك، تبقى المخاطر الجيوسياسية عامل دعم مهمًا للمعدن الأصفر، خصوصًا مع هشاشة المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة بين روسيا وأوكرانيا.

على صعيد تحركات الدولار، يتداول مؤشر الدولار الأمريكي قرب مستوى 100.17 بعد هبوطه سابقًا نحو 100.00، ما يوفر مقاومة طفيفة أمام الذهب. وفي الوقت نفسه، زادت نبرة التشاؤم من جانب عضو الفيدرالي كريستوفر والر الذي أعرب عن قلقه من تدهور سوق العمل واعتبر أن التضخم لم يعد يمثل تهديدًا كبيرًا، مشيرًا إلى دعمه لخفض الفائدة قريبًا. ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار الانقسام داخل الفيدرالي حول مدى ملاءمة التيسير النقدي في المدى القصير.

على الجانب الجيوسياسي، عادت الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى الواجهة بعد اجتماع في جنيف، وسط تقارير تفيد بأن واشنطن تضغط للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية الأسبوع، رغم تصريحات وزير الخارجية الأمريكي التي تشير إلى أن الموعد غير ملزم.

من الناحية الفنية، يتحرك الذهب تحت مستوى 4100 دولار داخل نموذج مثلث متماثل، فيما يشير تمركز مؤشر القوة النسبية قرب مستوى 49 إلى حالة من الحياد وعدم وضوح الاتجاه. ويبرُز نطاق 4098 إلى 4100 دولار كمقاومة رئيسية، في حين يشكل مستوى 4050 دولار دعمًا أوليًا، ويليه دعم أكثر أهمية قرب 4030 دولار. ويظل الهبوط دون مستوى 4000 دولار مفتاحًا لاحتمال توسع ضغوط البيع نحو مستوى 3900 دولار.