الذهب في انتظار الحسم: المستثمرون يترقبون بيانات التضخم الأمريكية وسط توتر الأسواق
يواجه الذهب صعوبة في البناء على مكاسبه اليومية مع توخي الحذر قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية الحاسمة، والتي من شأنها تحديد ملامح سياسة الفائدة القادمة. في الوقت نفسه، تواصل التوترات الجيوسياسية دعم الطلب على المعدن كملاذ آمن رغم الضغط الناتج عن تحسن الدولار.

شهدت أسعار الذهب (XAU/USD) تعافيًا محدودًا في تداولات الأربعاء، لكنها ما زالت دون أعلى مستوياتها الأخيرة، وسط حالة من الحذر التي تسود الأسواق قبل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI)، والتي يتوقع أن تؤثر بشكل كبير على مسار سياسة الفائدة للاحتياطي الفيدرالي خلال ما تبقى من عام 2025.
ورغم الدعم الذي يوفره تصاعد التوترات الجيوسياسية، خصوصًا في أوكرانيا وقطاع غزة، وتحركات روسيا العسكرية المستمرة، فإن تفاؤل الأسواق تجاه تقدم المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب قرار محكمة أمريكية بإبقاء بعض تعريفات "يوم التحرير" التي فرضها الرئيس ترامب، قلل من إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن.
في الوقت ذاته، يحافظ الدولار الأمريكي على بعض القوة مستفيدًا من إعادة تموضع المستثمرين قبل صدور بيانات التضخم، في حين يبقى احتمال خفض الفائدة في وقت لاحق من العام قائمًا، وإن بدرجة أقل مما كان متوقعًا سابقًا، خاصة بعد صدور تقرير الوظائف الأخير الذي أظهر استمرار متانة سوق العمل الأمريكي.
فنيًا، يشير تحليل الرسوم البيانية إلى أن الذهب قد يحقق المزيد من المكاسب في حال اختراق منطقة المقاومة المحورية بين 3,352 و3,353 دولارًا، مما قد يدفعه نحو مستويات 3,378 وحتى 3,400. أما في حال تعرضه للضغط الهبوطي، فقد يجد دعمًا عند مستويات 3,300، على أن يؤدي كسرها لاحقًا إلى تسارع الخسائر باتجاه 3,245 وربما 3,200.
ومع ترقب المستثمرين لبيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) غدًا، تبقى الأسواق على أهبة الاستعداد لأي مفاجآت قد تعيد رسم ملامح التوقعات الاقتصادية وسلوك المستثمرين تجاه الذهب والعملات والدولار الأمريكي على وجه الخصوص.