الذهب يتألق فوق 3508 دولارات: قمم تاريخية وسط ضعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة

قفز الذهب إلى مستويات غير مسبوقة متجاوزًا 3508 دولارات للأوقية، مدعومًا بضعف الدولار وتزايد الرهانات على خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، ما عزز جاذبيته كملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية.

Sep 2, 2025 - 18:08
الذهب يتألق فوق 3508 دولارات: قمم تاريخية وسط ضعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة

سجّل الذهب قمة تاريخية جديدة متجاوزًا 3508 دولارات للأوقية يوم الثلاثاء، مستفيدًا من تراجع الدولار الأمريكي وضعف عوائد السندات بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الأمريكي (PMI) التي أظهرت استمرار الانكماش في قطاع التصنيع. ورغم عمليات جني الأرباح الطفيفة في وقت مبكر من اليوم، فقد عاود المعدن الثمين صعوده بقوة ليحافظ على زخمه الإيجابي.

في الجلسة الأمريكية، تماسك الذهب بالقرب من 3511 دولارًا للأوقية، ممتدًا مكاسب استمرت لستة أيام متتالية. ويعكس هذا الصعود المتواصل إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن، في ظل توقعات واسعة بأن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب في منتصف سبتمبر، إلى جانب المخاوف المتعلقة باستقلالية البنك المركزي بعد الانتقادات السياسية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية عالميًا.

جاءت بيانات مؤشر ISM لتؤكد استمرار الانكماش في القطاع التصنيعي، حيث تراجع المؤشر إلى 48.7 نقطة، دون التوقعات عند 49.0، إلا أن الطلبات الجديدة قفزت إلى 51.4 ما يشير إلى بداية تحسن نسبي في الطلب. كما ارتفع مؤشر التوظيف قليلًا، لكنه ظل في نطاق الانكماش، فيما تراجعت تكاليف المدخلات، وهو ما أعطى دفعة إضافية للذهب عبر الضغط على الدولار وعوائد السندات.

على صعيد الأسواق، واصل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) تقلبه، متراجعًا نحو مستوى 98.00 بعد أن لامس 98.60 في وقت سابق، فيما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.28% ولأجل 30 عامًا إلى 4.97%، مسجلة أعلى مستوياتها منذ يوليو/تموز. وزادت الضغوط أيضًا بفعل اضطرابات سوق السندات البريطانية التي دفعت العوائد العالمية للارتفاع، ما عزز المخاوف من دخول مرحلة جديدة من "الهيمنة المالية" مع تضخم الديون الحكومية.

كما تلقت الأسواق دفعة إضافية من الجدل الدائر حول شرعية التعريفات التجارية الأمريكية، بعدما قضت محكمة استئناف فدرالية بعدم قانونية معظمها بموجب قانون الطوارئ الاقتصادية، رغم استمرارها ساريًا حتى منتصف أكتوبر. وتترقب الأسواق تقرير الوظائف غير الزراعية نهاية الأسبوع، باعتباره مؤشرًا رئيسيًا على اتجاه سياسة الفائدة المقبلة.

فنيًا، ما زال الاتجاه الصعودي مسيطرًا على حركة الذهب رغم اقتراب مؤشر القوة النسبية (RSI) من منطقة التشبع الشرائي عند مستوى 70. ويحافظ الذهب على دعوم قوية عند 3470 و3450 دولارًا، فيما تشكّل منطقة 3500 – 3508 دولارات مقاومة رئيسية أمام المزيد من الارتفاعات.

بهذا، يستمر الذهب في ترسيخ مكانته كأحد أبرز الملاذات الآمنة وسط بيئة عالمية يتزايد فيها القلق من تباطؤ النمو، وتصاعد المخاطر الجيوسياسية، وعدم وضوح مسار السياسة النقدية الأمريكية.