الذهب يتجاوز 4200 دولار مع تصاعد المخاوف التجارية والسياسية في الولايات المتحدة
قفزت أسعار الذهب فوق 4218 دولارًا للأونصة وسط تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة بفعل الفوضى السياسية في واشنطن وتصاعد التوتر التجاري مع الصين وتنامي رهانات خفض الفائدة الأمريكية.
ارتفعت أسعار الذهب إلى ما فوق 4200 دولار يوم الأربعاء، مع تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة وسط تصاعد الفوضى السياسية والتجارية في الولايات المتحدة. صعد الذهب بنسبة تفوق 1.40% ليصل إلى مستوى قياسي جديد عند 4218 دولارًا للأونصة، مدفوعًا بتلميحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتمال قطع العلاقات التجارية مع الصين، ما أدى إلى تصاعد حدة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
كما ساهم الموقف المتساهل لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إلى جانب ما ورد في "الكتاب البيج" الصادر عن البنك المركزي، في تعزيز المخاوف من الركود التضخمي، مما زاد من شهية المستثمرين تجاه الأصول الآمنة. ومنذ بداية العام، تجاوزت مكاسب الذهب 60%، بدعم من مشتريات البنوك المركزية وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة القوية.
تجاهل المستثمرون تعليقات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت التي اقترح فيها هدنة مؤقتة بشأن الرسوم الجمركية مع الصين، ودفعوا المعدن النفيس لاختراق مستوى 4200 دولار لأول مرة. وفي الوقت نفسه، أشار باول إلى ضعف سوق العمل وإلى ضرورة أن يتحرك البنك المركزي نحو سياسة نقدية أكثر حيادية، في حين أظهر "الكتاب البيج" تباطؤًا في النشاط الاقتصادي مصحوبًا بتضخم مرتفع، وهي إشارات مقلقة لسيناريو الركود التضخمي.
يأتي هذا في وقت يستمر فيه الإغلاق الحكومي الأمريكي لليوم الخامس عشر دون أي بوادر لحل سياسي قريب، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.28% إلى 98.75، مما زاد من دعم أسعار الذهب. أما عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات فاستقر عند 4.04%، والعوائد الحقيقية عند 1.74%.
يتوقع المستثمرون أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في أكتوبر، مع خفض آخر محتمل في ديسمبر. من الناحية الفنية، يبقى الذهب في اتجاه صعودي قوي مع بقاء الزخم إيجابيًا، ويُرجح أن يختبر مستويات 4250 و4300 دولار إذا استمر الدعم الحالي، في حين أن أي تراجع دون مستوى 4200 دولار قد يعيد الأسعار نحو 4150 أو 4100 دولار للأونصة.