الذهب يتحدى الدولار والعوائد ويستقر قرب 4350 دولار قبل عطلات نهاية العام
أسعار الذهب تواصل الصمود قرب مستويات قياسية رغم قوة الدولار وارتفاع العوائد، مدعومة بتراجع ثقة المستهلك الأمريكي وحالة عدم اليقين النقدي.
واصلت أسعار الذهب ارتفاعها خلال تعاملات الجمعة في الجلسة الأمريكية، متجاهلة الضغوط التقليدية المتمثلة في قوة الدولار الأمريكي وصعود عوائد سندات الخزانة، لتستقر قرب مستوى 4350 دولار للأونصة مع اقتراب نهاية العام.
وسجّل الذهب مكاسب بنحو 0.3%، ليتداول عند حوالي 4344 دولار، بعد أن ارتد من أدنى مستوى يومي له عند 4309 دولارات. ويأتي هذا الأداء القوي في وقت يتجه فيه الدولار الأمريكي لإنهاء الأسبوع بمكاسب محدودة، بينما تواصل العوائد الأمريكية الارتفاع.
وجاء الدعم للمعدن النفيس وسط بيانات أمريكية أظهرت تراجعًا في معنويات المستهلكين، حيث كشف استطلاع جامعة ميتشيغان لشهر ديسمبر عن انخفاض ثقة المستهلك دون التوقعات، مع تصاعد المخاوف بشأن ارتفاع معدل البطالة وتراجع الإنفاق على السلع المعمرة للشهر الخامس على التوالي.
في الوقت نفسه، ساهمت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في إبقاء حالة الحذر مسيطرة على الأسواق. إذ أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، أنه لا يرى حاجة ملحّة لتغيير السياسة النقدية في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن بعض التحركات في سوق العمل قد تعكس تشوهات مؤقتة وليست تحولًا جوهريًا.
وعلى الرغم من ارتفاع العوائد العالمية، خاصة بعد قرار بنك اليابان رفع أسعار الفائدة، حافظ الذهب على تماسكه. فقد أدى رفع الفائدة اليابانية إلى صعود عوائد السندات، بما في ذلك ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى نحو 4.15%، إلى جانب صعود العوائد الحقيقية، التي عادة ما تضغط على أسعار الذهب.
وسجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا، إلا أن تأثيره ظل محدودًا على المعدن الأصفر، في ظل ضعف السيولة الموسمية مع اقتراب عطلات عيد الميلاد واستمرار حالة عدم اليقين بشأن مسار السياسة النقدية الأمريكية خلال العام المقبل.
وكان الذهب قد سجّل أعلى مستوى أسبوعي له عند 4374 دولار يوم الخميس، لكنه فشل في اختبار القمة السنوية قرب 4381 دولار، مع تزايد حذر المستثمرين نتيجة ارتفاع العوائد العالمية.
وبالنظر إلى الأسبوع المقبل، تترقب الأسواق مجموعة من البيانات الأمريكية المهمة، من بينها أرقام التوظيف الصادرة عن ADP، والتقدير الأولي لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، إلى جانب بيانات طلبيات السلع المعمرة والإنتاج الصناعي، وذلك في أسبوع تداول مختصر بسبب عطلة عيد الميلاد.
من الناحية الفنية، يظهر أن الزخم الصعودي للذهب بدأ في التباطؤ مع تماسك الأسعار قرب القمم، إلا أن المعدن الأصفر يتجه لإنهاء العام بمكاسب تتجاوز 60%. ويحتاج الذهب إلى اختراق مستوى 4381 دولار ثم 4400 دولار لاستئناف الصعود نحو 4450 و4500 دولار. في المقابل، فإن التراجع دون 4300 دولار قد يفتح الباب لاختبار مستويات دعم عند 4285 و4250 دولار، قبل الحاجز النفسي عند 4200 دولار.
