الذهب يتراجع بحذر قبل اختبار حاسم لبيانات الوظائف الأمريكية وتأثيرها على مسار الفائدة

يتعرض الذهب لضغوط مع ترقب الأسواق لصدور تقارير الوظائف الأمريكية المتأخرة، التي قد تعيد رسم توقعات السياسة النقدية للفيدرالي وتحدد اتجاه المعدن النفيس في المرحلة المقبلة.

Dec 16, 2025 - 15:09
الذهب يتراجع بحذر قبل اختبار حاسم لبيانات الوظائف الأمريكية وتأثيرها على مسار الفائدة

يتداول الذهب في حالة من الترقب والحذر خلال تعاملات الثلاثاء، مع تقليص المستثمرين لمراكزهم قبيل صدور حزمة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، التي يُتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في تحديد توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي حتى عام 2026. ويتم تداول الذهب حاليًا قرب مستوى 4,278 دولارًا للأونصة، بعد أن فقد زخمه قرب القمم القياسية الأخيرة.

وتتركز أنظار الأسواق بشكل خاص على تقارير الوظائف غير الزراعية الأمريكية المتأخرة لشهري أكتوبر ونوفمبر، والمقرر صدورها عند الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش، بعد تأجيلها بسبب الإغلاق الحكومي. ويُنظر إلى هذه البيانات باعتبارها اختبارًا رئيسيًا لقوة سوق العمل الأمريكي.

وتواصل توقعات السياسة النقدية الهيمنة على معنويات المستثمرين منذ أن خفّض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، ليصل إجمالي التخفيضات هذا العام إلى 75 نقطة أساس، في ظل مؤشرات على تباطؤ سوق العمل رغم استمرار التضخم فوق مستوى 2%.

ويرى محللون أن أي بيانات وظائف أضعف من المتوقع قد تعزز الرهانات على تسريع وتيرة التيسير النقدي، بينما قد تدفع القراءات القوية البنك المركزي إلى التريث لفترة أطول. إلى جانب بيانات الوظائف، يراقب المستثمرون أيضًا أرقام التوظيف من ADP، ومبيعات التجزئة، وقراءات مؤشرات مديري المشتريات الأولية.

وعلى الصعيد الجيوسياسي، ساهمت التقارير التي تحدثت عن تقدم نسبي في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، بقيادة الولايات المتحدة، في تهدئة الطلب على أصول الملاذ الآمن، ما حدّ من مكاسب الذهب. وأكد مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون أن المفاوضات في برلين شهدت تقدمًا ملموسًا، مع إشارات إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق.

في الوقت نفسه، لا تزال حالة عدم اليقين قائمة داخل الاحتياطي الفيدرالي، حيث أشار رئيسه جيروم باول إلى أن البنك مستعد لمراقبة تطورات الاقتصاد قبل اتخاذ خطوات إضافية، وسط انقسام واضح بين صناع السياسة بشأن الحاجة إلى مزيد من التخفيضات خلال العام المقبل.

فنيًا، فشل الذهب في الحفاظ على مكاسبه قرب مستوى 4,350 دولارًا، ما دفع الأسعار إلى التراجع والدخول في نطاق تماسك قصير الأجل. ويواجه المعدن النفيس مقاومة قريبة عند المتوسط المتحرك البسيط على إطار الأربع ساعات، في حين يشكل مستوى 4,250 دولارًا دعمًا مهمًا على المدى القريب.

ورغم هذا التراجع، لا يزال الاتجاه الصعودي الأوسع قائمًا طالما استقرت الأسعار فوق مناطق الدعم الرئيسية، إلا أن الزخم الحالي يشير إلى احتمال استمرار التحركات العرضية بانتظار محفز جديد يعيد توجيه السوق