الذهب يتراجع بخجل وسط ضغوط الفائدة ومخاوف ترامب التجارية تحد من شهية المخاطرة
تواصل أسعار الذهب تحركاتها المتقلبة مع ميل هبوطي طفيف الثلاثاء، متأثرة بترقب المستثمرين لسياسة الفيدرالي المقبلة واحتمال استمرار أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول، في حين تساهم التوترات الناتجة عن تعريفات ترامب والمخاطر المالية العالمية في دعم المعدن الأصفر كملاذ آمن، ما يحد من تراجعه العميق.

سجلت أسعار الذهب بعض التراجع خلال تعاملات الثلاثاء في بداية الجلسة الأوروبية، إذ بقي المعدن الثمين محصورًا ضمن نطاق ضيق رغم انخفاضه بشكل طفيف. ويعزى ذلك إلى استمرار الترقب في الأسواق بشأن مسار أسعار الفائدة الأمريكية، في ظل قناعة متزايدة بأن الفيدرالي سيبقي على سياسته النقدية الحالية دون خفض في اجتماعه المقبل، خاصة مع التوقعات بأن الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس ترامب قد ترفع مستويات التضخم.
في المقابل، ما زال المستثمرون متخوفين من التداعيات الاقتصادية المحتملة لهذه التعريفات التي فرضتها الولايات المتحدة على عدد من الدول، والتي شملت تهديدًا بفرض ضرائب إضافية على دول أعضاء في مجموعة البريكس، ما أبقى الدولار الأمريكي دون دعم قوي وحد من قدرته على تعميق مكاسبه الأخيرة. هذا التردد في تحركات الدولار أسهم في تقليص خسائر الذهب وأعطاه دفعة ثقة كملاذ آمن وسط هذه الأجواء المضطربة.
من الناحية الفنية، أظهرت الرسوم البيانية قصيرة الأجل أن الذهب فشل عدة مرات في تجاوز متوسطه المتحرك لمئة فترة على إطار الأربع ساعات، مما زاد احتمالات مواصلة الضغط الهبوطي. ورغم ذلك، فإن الدعم الفني حول 3,300 دولار للأنصة يظل ثابتًا حتى الآن، بينما يترقب المستثمرون محضر اجتماع الفيدرالي المرتقب يوم الأربعاء للحصول على إشارات أوضح حول فرص خفض الفائدة لاحقًا، الأمر الذي قد يعيد توجيه بوصلة التداول على المعدن الأصفر خلال الفترة القادمة.