الذهب يتراجع بعد بيانات وظائف أمريكية قوية.. لكنه لا يزال متجهًا لتحقيق مكاسب أسبوعية

هبطت أسعار الذهب مع صدور بيانات توظيف أمريكية قوية قلّصت من رهانات خفض الفائدة، مما عزز قوة الدولار وعوائد السندات. ورغم هذا الضغط، يظل الذهب على مسار مكاسب أسبوعية مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية وزيادة مشتريات البنوك المركزية.

Jun 6, 2025 - 20:23
الذهب يتراجع بعد بيانات وظائف أمريكية قوية.. لكنه لا يزال متجهًا لتحقيق مكاسب أسبوعية

انخفضت أسعار الذهب للجلسة الثانية على التوالي يوم الجمعة، بعدما أظهرت بيانات الوظائف الأمريكية لشهر مايو أداءً أفضل من المتوقع، مما دفع المستثمرين لإعادة النظر في فرص خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال الأشهر المقبلة. ورغم هذا التراجع، لا تزال الأسعار مرشحة لإنهاء الأسبوع على مكاسب تفوق 1.30%.

سجل الاقتصاد الأمريكي إضافة 139 ألف وظيفة في مايو، متجاوزًا التقديرات البالغة 130 ألف وظيفة، فيما استقر معدل البطالة عند 4.2%. هذه الأرقام عززت من موقف الدولار الأمريكي، الذي ارتفع بنسبة 0.49%، وكذلك دعمت صعود عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى نحو 4.484%، مما شكّل ضغطًا سلبيًا على الذهب.

وفي ظل هذه التطورات، تراجع زوج الذهب/الدولار (XAU/USD) إلى مستوى 3316 دولارًا، أدنى مستوى له خلال أربعة أيام، لكنه حافظ على التداول فوق مستوى 3300 دولار، وهو حاجز دعم محوري قد يمنع المزيد من التراجع على المدى القصير. فنيًا، لا يزال الاتجاه العام يميل إلى الصعود، على الرغم من تراجع مؤشر القوة النسبية (RSI) الذي يعكس ضعف الزخم الحالي.

من ناحية أخرى، تستمر العوامل الجيوسياسية في دعم الذهب كمخزن آمن للقيمة، مع استمرار التوتر بين روسيا وأوكرانيا، والصراع بين إسرائيل وحماس. كما ساهمت النزاعات السياسية الأمريكية، بما في ذلك الخلاف بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس التنفيذي لتسلا إيلون ماسك، في تعزيز تقلبات الأسواق.

ويُتوقع أن تستقر الأسواق نسبيًا الأسبوع المقبل مع دخول مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي فترة "الصمت الإعلامي" قبيل اجتماع السياسة النقدية في 17-18 يونيو. وسيتركز اهتمام المستثمرين على بيانات التضخم القادمة، مثل مؤشر أسعار المستهلك والمنتج، بالإضافة إلى تقرير ثقة المستهلك من جامعة ميتشغان.

ورغم الضغوط الحالية، لا تزال البنوك المركزية العالمية تخطط لشراء نحو 1000 طن من الذهب هذا العام، مما يعكس تحركًا استراتيجيًا لتحويل الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار. وفي ظل هذه المعطيات، فإن مسار الذهب ما زال مرشحًا للصعود إذا حافظ على تماسكه فوق مستويات الدعم الحاسمة.