الذهب يتراجع بنسبة 2% من مستوياته القياسية مع تحسن شهية المخاطرة بعد لهجة ترامب التصالحية تجاه الصين
انخفض الذهب بنحو 2% من أعلى مستوى له على الإطلاق بعدما خفف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته تجاه الصين، مما دعم الدولار ورفع عوائد السندات وأضعف الطلب على الملاذات الآمنة.
تراجعت أسعار الذهب يوم الجمعة من أعلى مستوى قياسي عند 4379 دولارًا للأونصة لتتداول قرب 4240 دولارًا، بعدما خفف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته تجاه الصين وصرّح بأن فرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية “غير مستدام”. هذا التغير المفاجئ في الموقف ساهم في تعزيز الثقة بالأسواق، وأضعف الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن.
في الوقت نفسه، استعاد الدولار الأمريكي بعضًا من زخمه، مما شكل ضغطًا إضافيًا على الذهب، بينما ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بنحو ثلاث نقاط أساس إلى نحو 4.01%. ومع ارتفاع العوائد، فقدت الأصول غير المدرة للفائدة مثل الذهب جزءًا من جاذبيتها الاستثمارية.
وجاءت تصريحات ترامب بعد أيام من تصاعد التوتر التجاري مع بكين، إذ أشار إلى أنه سيجتمع بالرئيس الصيني شي جين بينغ خلال أسبوعين في كوريا الجنوبية. ساعدت هذه الإشارات التصالحية في تهدئة مخاوف المستثمرين من مواجهة تجارية أوسع، مما شجع على عودة شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.
من ناحية أخرى، أكد عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التزامهم بهدف التضخم عند 2%، مع استعداد بعضهم لدعم خفض جديد في أسعار الفائدة خلال اجتماع أكتوبر المقبل. وأشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس إلى أن الظروف الاقتصادية تستدعي مزيدًا من التيسير، بينما قال رئيس الفيدرالي في مينيابوليس إن الاقتصاد لا يتباطأ بالقدر الذي كان متوقعًا.
وعلى الصعيد المالي، أعلنت بنكان إقليميان أمريكيان عن خسائر تُقدر بنحو 50 مليون دولار نتيجة قروض احتيالية، ما أثار بعض القلق بشأن أوضاع الائتمان. لكن المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت طمأن الأسواق بأن النظام المصرفي ما زال يحتفظ باحتياطيات قوية، مشيرًا إلى أن خفض أسعار الفائدة المتوقع من الاحتياطي الفيدرالي “بداية جيدة” لدعم الاقتصاد.
ورغم التراجع الأخير، لا يزال الاتجاه العام للذهب صاعدًا، إذ ارتفع بأكثر من 60% منذ بداية عام 2025 مدعومًا بالتوترات الجيوسياسية وعمليات الشراء القوية من البنوك المركزية وتزايد توجه الأسواق نحو تنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار. ويتوقع محللو “ستاندرد تشارترد” أن يبلغ متوسط سعر الذهب نحو 4488 دولارًا في عام 2026، بينما رفعت “HSBC” تقديراتها لسعر الذهب إلى 5000 دولار للأونصة خلال العام نفسه.
في التحليل الفني، يظل المستوى 4200 دولار دعمًا محوريًا يمكن أن يجذب المشترين مجددًا إذا استقر السعر فوق 4250 دولارًا. أما المقاومة الأبرز فتقع عند 4300 و4350 دولارًا، تليها القمة التاريخية عند 4389 دولارًا للأونصة.