الذهب يتراجع بهدوء قبيل اختبار التضخم الأمريكي الحاسم
أسعار الذهب تتحرك داخل نطاق ضيق مع ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية التي ستحدد مسار الفائدة واتجاه المعدن النفيس.
شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات الخميس، لتبقى محصورة داخل نطاق تداول محدود، مع لجوء المستثمرين إلى تقليص مراكزهم قبل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، والتي يُنظر إليها كعامل حاسم في تحديد توجهات السياسة النقدية المقبلة.
ويتداول الذهب حاليًا بالقرب من مستوى 4325 دولارًا للأونصة، محافظًا على نطاق الحركة الذي سيطر على الأسعار طوال الأسبوع، في ظل غياب محفزات قوية تدفع الأسعار لاختراق واضح في أي من الاتجاهين.
وتتجه أنظار الأسواق إلى تقرير التضخم الأمريكي لشهر نوفمبر، المنتظر صدوره في وقت لاحق اليوم، حيث يُتوقع أن يقدم إشارات جديدة بشأن آفاق السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. وقد تعزز قراءة تضخم أضعف من المتوقع الرهانات على مزيد من التيسير النقدي خلال عام 2026، وهو سيناريو عادة ما يدعم الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب.
وفي الوقت نفسه، تساهم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، لا سيما بين الولايات المتحدة وفنزويلا، في دعم الطلب على أصول الملاذ الآمن، مما يساعد الذهب على البقاء قريبًا من مستوياته القياسية، رغم افتقاره إلى زخم صعودي قوي على المدى القريب.
وعلى صعيد البيانات، تتركز توقعات المستثمرين على قراءات التضخم السنوية فقط، في ظل استبعاد بعض البيانات الشهرية نتيجة الإغلاق الحكومي الأخير. وتشير التقديرات إلى تسارع التضخم الرئيسي إلى 3.1%، مقابل 3.0% سابقًا، مع استقرار التضخم الأساسي عند 3.0%. كما يراقب المستثمرون بيانات مطالبات البطالة الأمريكية، بحثًا عن مؤشرات إضافية على تباطؤ سوق العمل.
في المقابل، يحد تعافي الدولار الأمريكي من مكاسب الذهب، حيث يتداول مؤشر الدولار قرب مستوى 98.50، مستعيدًا جزءًا من خسائره الأخيرة. وتبقى التطورات المتعلقة بقيادة الاحتياطي الفيدرالي تحت المجهر، خاصة مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعية إلى خفض أسعار الفائدة، وما يثيره ذلك من تساؤلات حول استقلالية البنك المركزي.
من الناحية الفنية، يواصل الذهب التحرك داخل نطاق يتراوح بين 4250 و4350 دولارًا، حيث تشكل المنطقة العليا مقاومة قوية تحد من الصعود، بينما يظهر طلب شرائي واضح قرب مستوى 4250 دولارًا، ما يساعد على الحفاظ على الاتجاه الصعودي العام.
وتدعم المؤشرات الفنية هذا السيناريو، مع بقاء السعر أعلى المتوسطات المتحركة الرئيسية، وتراجع طفيف في مؤشر القوة النسبية يشير إلى هدوء الزخم دون فقدانه. وفي حال صمود مستويات الدعم الحالية، يظل المسار الصعودي قائمًا، بينما قد يؤدي كسرها إلى اختبار مناطق دعم أعمق خلال الفترة المقبلة.