شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا خلال الجلسة الآسيوية ليوم الخميس، لتظل دون القمة التي بلغتها هذا الأسبوع، رغم تنامي التوقعات بخفض وشيك في أسعار الفائدة الأمريكية. وقد أعاق التعافي المحدود للدولار الأمريكي استمرار الزخم الصعودي للذهب، إلا أن حالة عدم اليقين في الأسواق والضغوط الاقتصادية العالمية لا تزال تمثل دعمًا قويًا للمعدن النفيس.
الضعف الواضح في البيانات الاقتصادية الأمريكية، بما في ذلك انخفاض وظائف القطاع الخاص إلى أدنى مستوياتها منذ مارس 2023 وانكماش نشاط قطاع الخدمات لأول مرة منذ نحو عام، زاد من احتمالات لجوء الاحتياطي الفيدرالي لتيسير السياسة النقدية قريبًا. هذه التوقعات، إلى جانب انخفاض عوائد السندات الأمريكية وضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على البنك المركزي لخفض الفائدة، أضعفت قدرة الدولار على جذب اهتمام المستثمرين، مما يوفر خلفية مواتية لأسعار الذهب.
على الجانب الآخر، تبقى الأسواق متأهبة لمكالمة محتملة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني وسط تصاعد التوترات التجارية بعد دخول زيادات كبيرة على الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ. كما أن استمرار النزاعات الجيوسياسية، خاصة في أوكرانيا وغزة، يضيف عنصرًا إضافيًا من القلق في الأسواق ويعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
من الناحية الفنية، فإن الحفاظ على التحرك فوق مستوى 3,324 دولار يعكس ثباتًا في التوجه الصعودي، لكن اختراق مستوى 3,385 يبقى مفتاحًا لأي مكاسب جديدة قد تدفع بالسعر نحو 3,433 وربما 3,500 دولار. في المقابل، يمكن أن توفر مستويات 3,355 و3,324 دعمًا قريبًا، فيما قد يؤدي كسر حاجز 3,300 إلى تراجع أوسع نحو مناطق 3,285. وفي ظل ترقب صدور بيانات الوظائف الأمريكية يوم الجمعة، تبقى حركة الذهب مرتبطة بشدة بنتائج تلك البيانات وردود فعل السوق عليها.
