الذهب يتراجع تحت ضغط قوة الدولار وتفاؤل بشأن السلام الأوكراني

شهد الذهب تراجعاً في الجلسة الآسيوية يوم الخميس، بعد فشله في الحفاظ على مكاسب محدودة حققها في اليوم السابق من أدنى مستوى له خلال ثلاثة أسابيع. وجاء هذا الضغط وسط استمرار لهجة التشديد التي أظهرتها محاضر اجتماع لجنة السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الصادرة مساء الأربعاء.

وأوضحت المحاضر أن أعضاء اللجنة كانوا أكثر قلقاً من التضخم مقارنة بأوضاع سوق العمل، وهو ما قلص من توقعات خفض كبير لأسعار الفائدة في سبتمبر. هذا الموقف ساهم في تعزيز قوة الدولار الأمريكي، مما زاد الضغوط على الذهب باعتباره أصلاً لا يدر عوائد.

إلى جانب ذلك، ساعد التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، بينما برز عامل آخر في الأسواق مع مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك بالاستقالة على خلفية اتهامات بالاحتيال العقاري، الأمر الذي أثار جدلاً حول استقلالية البنك المركزي وحدّ نسبياً من مكاسب الدولار.

ورغم هذه الضغوط، لا تزال التوترات الجيوسياسية قائمة؛ حيث حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن تجاهل موسكو في أي ترتيبات أمنية بشأن أوكرانيا يمثل "طريقاً مسدوداً"، مما يضيف بعض الدعم لأسعار الذهب ويحد من خسائره الحادة.

في الوقت الحالي، يترقب المستثمرون صدور مؤشرات مديري المشتريات العالمية للحصول على إشارات حول صحة الاقتصاد الدولي، إلى جانب بيانات البطالة الأسبوعية ومؤشر فيلادلفيا الصناعي في الولايات المتحدة، والتي قد تؤثر بدورها على حركة الدولار والذهب. ومع ذلك، يظل التركيز الأكبر منصباً على خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول، حيث ينتظر المتعاملون أي تلميحات حول السياسة النقدية المقبلة واتجاه خفض الفائدة.

من الناحية الفنية، يواصل المتوسط المتحرك البسيط لـ100 يوم توفير دعم مهم حول منطقة 3312–3311 دولار، بينما يشير الهبوط دون 3300 دولار إلى احتمالية امتداد التراجع نحو 3265 دولار. في المقابل، فإن اختراق مستوى 3352 دولار قد يفتح الطريق أمام ارتفاع قصير الأجل باتجاه 3400 دولار وربما إعادة اختبار منطقة المقاومة الرئيسية قرب 3435 دولار.