الذهب يتراجع دون 3300 دولار مع تفوق الاقتصاد الأمريكي وترقب مصيري لقرار الفيدرالي
تراجع الذهب بنسبة 1% دون مستوى 3300 دولار بعد صدور بيانات أمريكية قوية عززت شهية المخاطرة، فيما يترقب المستثمرون قرارات الفيدرالي التي قد ترسم المسار القادم للأسواق.

شهدت أسعار الذهب تراجعًا لافتًا يوم الأربعاء، حيث انخفض المعدن الأصفر إلى ما دون حاجز 3300 دولار للأونصة، مسجلًا خسائر يومية تقارب 1%، وسط ضغوط متزايدة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي جاءت أقوى من المتوقع. وقد تزامن هذا التراجع مع تحسّن عام في شهية المخاطرة بالأسواق وتراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، بينما ينتظر المتداولون إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن قراراته بشأن السياسة النقدية.
وقد لعبت البيانات الإيجابية الصادرة عن الاقتصاد الأمريكي دورًا رئيسيًا في هبوط الذهب، حيث أظهرت التقارير أن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بمعدل سنوي قدره 3% في الربع الثاني من 2025، متجاوزًا التوقعات البالغة 2.4%، كما أظهر تقرير التوظيف ADP أن القطاع الخاص أضاف 104 آلاف وظيفة جديدة، ما يعكس متانة سوق العمل.
في المقابل، ورغم قوة هذه الأرقام، سجّل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) تباطؤًا في وتيرة التضخم، مما ساعد على تهدئة توقعات تشديد السياسة النقدية بشكل أكبر. وبالرغم من استقرار عوائد السندات الأمريكية عند مستويات مرتفعة نسبيًا، إلا أن الدولار الأمريكي حافظ على قوته، مما زاد من الضغط على الذهب.
التطورات الجيوسياسية لعبت دورًا أيضًا، حيث أظهرت مؤشرات على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين، بعد التوصل إلى اتفاقات أولية مع الاتحاد الأوروبي واليابان، وتعهد الصين بالحفاظ على هدنة جمركية حتى منتصف أغسطس. وقد ساهم ذلك في تقليص الطلب على الذهب كأصل تحوطي في ظل تزايد التفاؤل بتهدئة النزاعات التجارية.
فنيًا، يختبر زوج الذهب مقابل الدولار (XAU/USD) مستويات دعم حرجة قرب المتوسط المتحرك الأسي لـ50 يومًا عند 3323 دولارًا. كسر هذا المستوى قد يفتح الباب أمام مزيد من الهبوط نحو متوسط 100 يوم قرب 3233 دولارًا، بينما تبقى المقاومة الأهم عند 3350 دولارًا. وتُظهر مؤشرات الزخم إشارات ضعف، حيث تراجع مؤشر القوة النسبية دون مستوى 50، فيما يسجل MACD إشارات سلبية خفيفة دون تأكيد لانعكاس قوي.
في هذه الأجواء، تبقى أنظار المستثمرين موجهة نحو قرار الفيدرالي المنتظر مساء اليوم، يليه المؤتمر الصحفي لرئيسه جيروم باول، والذي قد يحدد ما إذا كانت تخفيضات الفائدة تلوح في الأفق، أو أن البنك المركزي سيواصل سياسة الترقب الحذر. النغمة التي سيتخذها الفيدرالي في بيانه قد تكون هي المحرك الأكبر للأسواق في المرحلة القادمة، لا سيما على صعيد الذهب والعملات.