الذهب يتراجع دون 3375 دولارًا مع صعود الدولار واستقرار الفائدة الأمريكية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات يوم الخميس، حيث فقد المعدن الأصفر أكثر من 0.5% من قيمته، متأثرًا ببيانات أمريكية أظهرت صلابة سوق العمل رغم مؤشرات ضعف في القطاع الصناعي. في أحدث تعاملاته، انخفض سعر الذهب إلى مستوى 3373 دولارًا للأوقية، بعدما سجل ذروة يومية عند 3393 دولارًا.

جاء هذا الانخفاض مدفوعًا بتراجع طلبات إعانة البطالة الأمريكية إلى 217 ألفًا، في إشارة إلى قوة سوق العمل، مقارنة بالتوقعات البالغة 227 ألفًا، ما دعم الموقف المتشدد للاحتياطي الفيدرالي حيال أسعار الفائدة. ورغم ذلك، أظهر مؤشر مديري المشتريات التصنيعي من S&P Global تراجعًا إلى 49.5 نقطة، ليدخل منطقة الانكماش بعد تسجيله أعلى مستوى له في 37 شهرًا خلال يونيو، بينما ارتفع المؤشر الخدمي إلى 55.2، في دلالة على استمرار الزخم في قطاع الخدمات.

في الوقت ذاته، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.416%، ما زاد الضغط على الذهب، في حين صعد مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.17%، ليصل إلى 97.37. هذه العوامل مجتمعة دفعت الذهب للتراجع، رغم القلق الجيوسياسي المرتبط بزيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مقر الاحتياطي الفيدرالي، وسط انتقادات يوجهها لرئيس البنك جيروم باول، ما يثير تساؤلات حول استقلالية السياسة النقدية.

من جهة أخرى، ثبت البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة كما هو متوقع، بينما بقيت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الواجهة، مع تقارير عن احتمال فرض تعريفات تصل إلى 30% بداية أغسطس، وهو ما قد يعيد إشعال الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب.

فنيًا، يتداول الذهب ضمن نطاق 3350 إلى 3400 دولار، بانتظار حافز جديد، سواء من بيانات السلع المعمرة المنتظرة يوم الجمعة أو من نتائج اجتماع الفيدرالي في نهاية الشهر. اختراق المستوى الأعلى قد يدفع السعر نحو مقاومة 3438 دولار، بينما كسر المستوى الأدنى قد يفتح الطريق أمام اختبار المتوسطات المتحركة قرب 3342 و3330 دولار، مع احتمالية التراجع نحو 3300 دولار.