الذهب يتراجع دون 4000 دولار مع تلاشي رهانات خفض الفائدة وارتفاع التفاؤل التجاري بين واشنطن وبكين
يتراجع الذهب مع عودة الدولار الأمريكي للارتفاع مدعومًا بنبرة الاحتياطي الفيدرالي المتشددة والتفاؤل باتفاق تجاري أمريكي-صيني، رغم استمرار المخاوف من الإغلاق الحكومي والمخاطر الجيوسياسية.
شهدت أسعار الذهب (XAU/USD) ضغوطًا بيعية جديدة خلال تداولات الجمعة الآسيوية، ليتراجع المعدن النفيس إلى ما دون الحاجز النفسي 4000 دولار، متخليًا عن جزء من المكاسب التي سجلها في الجلسة السابقة. جاء هذا التراجع في ظل تزايد قوة الدولار الأمريكي بعد أن أظهر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) موقفًا متشددًا بشأن وتيرة خفض أسعار الفائدة المقبلة.
قال رئيس الفيدرالي جيروم باول إن خفضًا إضافيًا في ديسمبر "ليس نتيجة حتمية"، ما دفع المستثمرين إلى تقليص توقعاتهم لمزيد من التيسير النقدي. وأسهم هذا الخطاب المتشدد في دعم الدولار، وهو ما شكل ضغطًا على الذهب الذي لا يدر عائدًا.
على الجانب الآخر، ساهم تحسن المزاج التجاري العالمي بعد اللقاء الإيجابي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في الحد من جاذبية المعدن كملاذ آمن. فقد اتفقت واشنطن وبكين على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة واستئناف مشتريات الصين من فول الصويا الأمريكي، إلى جانب التوصل إلى تفاهمات حول العناصر الأرضية النادرة.
ورغم هذه الأجواء الإيجابية، لا تزال المخاوف من الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر للأسبوع الخامس تضفي حالة من الحذر على الأسواق، إذ يهدد تعطيل البيانات الاقتصادية بتقويض رؤية الفيدرالي حول الاقتصاد، ما قد يحد من الاتجاه الصعودي للدولار ويدعم الذهب جزئيًا.
كما زادت التوترات الجيوسياسية بعد إعلان الرئيس ترامب استئناف التجارب النووية الأمريكية، ورد موسكو بأنها ستفعل الشيء ذاته إن حدث ذلك، مما رفع مستويات القلق في الأسواق ودفع بعض المستثمرين للتمسك بالذهب.
من الناحية الفنية، يواجه الذهب مقاومة قوية عند 4050 دولارًا، بينما يشكل نطاق 3950–3915 دولارًا منطقة دعم أولية. كسر هذا المستوى قد يدفع الأسعار نحو 3886 دولارًا ثم 3850 دولارًا، في حين أن الإغلاق اليومي فوق 4050 دولارًا قد يعيد الزخم الصعودي باتجاه 4075–4100 دولار.