الذهب يتراجع قرب 4000 دولار.. ضغوط الفيدرالي والبيانات الأمريكية تعيد المعدن للتراجع
الذهب يهبط لأدنى مستوى في أيام مع تقلص توقعات خفض الفائدة، بينما يظل مستوى 4000 دولار هو الحد الفاصل أمام موجة هبوط أوسع.
تراجع الذهب خلال الجلسة الأوروبية يوم الجمعة ليصل إلى أدنى مستوى له في عدة أيام، لكنه حافظ على استقراره فوق حاجز 4000 دولار في ظل حالة من التذبذب الناتجة عن رسائل متضاربة في الأسواق. وجاء الضغط الأساسي على المعدن النفيس بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكي المؤجل، والذي عزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي لن يقدم على خفض الفائدة في ديسمبر، ما قلل من جاذبية الذهب باعتباره أصلًا لا يوفر عائدًا.
ورغم ذلك، لم يتمكن الدولار الأمريكي من الحفاظ على زخمه الذي دفعه في وقت سابق إلى أعلى مستوى منذ مايو، حيث يظل تحت تأثير المخاوف الاقتصادية الداخلية، وعلى رأسها تداعيات الإغلاق الحكومي الطويل وغياب الوضوح بشأن الوضع الجيوسياسي العالمي. ويسهم هذا الضعف النسبي في تخفيف الضغوط على الذهب، خصوصًا أن التوترات الدولية — وخاصة تلك المرتبطة بالحرب بين روسيا وأوكرانيا — لا تزال تلقي بثقلها على معنويات المستثمرين وتدفعهم للاحتفاظ بالأصول الآمنة.
وقد أظهر تقرير الوظائف الأمريكية إضافة 119 ألف وظيفة جديدة في سبتمبر، متجاوزًا التوقعات، مع بقاء نمو الأجور ثابتًا عند 3.8%، مما دعم النظرة المعاكسة لخفض الفائدة. ووفقًا لبيانات CME، تراجعت احتمالية قرار الخفض في ديسمبر إلى حوالي 35% فقط، وهو ما أبقى الدولار قويًا ودفع الذهب لمزيد من التراجع خلال الجلسة الآسيوية. ويتطلع المتداولون الآن إلى أرقام مؤشرات مديري المشتريات وبيانات ثقة المستهلك، بالإضافة إلى خطابات مسؤولي الفيدرالي، بحثًا عن دلائل جديدة بشأن مسار السياسة النقدية.
وتبقى التطورات الجيوسياسية عنصرًا مؤثرًا، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول الاستعداد للتفاوض حول خطة سلام جديدة، وهو ما يبقي حالة عدم اليقين قائمة وقد يدعم المعدن الأصفر بشكل محدود.
فنيًا، يتماسك الذهب فوق منطقة دعم مهمة قرب 4020 دولار، حيث يتقاطع خط اتجاه صاعد مع المتوسط المتحرك الأسي لـ200 فترة، ما يجعلها نقطة محورية بالنسبة لحركة السعر المقبلة. وكسر هذا المستوى قد يدفع الذهب إلى ما دون 4000 دولار وإلى مستويات 3931 دولار ثم 3886 دولار لاحقًا. أما في حالة ارتداد السعر، فإن تجاوز مستوى 4100 دولار سيكون ضروريًا لاستعادة الزخم الصعودي وفتح الطريق نحو 4155 دولار، ثم العودة إلى منطقة 4200 دولار.