الذهب يتراجع لأدنى مستوياته بعد مفاجأة في بيانات التضخم الأمريكية وتفاؤل تجاري بين واشنطن وبكين

تعرض الذهب (XAU/USD) لانتكاسة جديدة يوم الجمعة بعد أن أظهرت بيانات أمريكية ارتفاع التضخم الأساسي في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) إلى 2.7% خلال مايو، متجاوزًا التوقعات، في إشارة إلى استمرار ضغوط الأسعار التي قد تؤخر أي خفض للفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وتزامن هذا الضعف في أداء الذهب مع تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة والصين توصلتا إلى اتفاق تجاري مبدئي، مما عزز من شهية المخاطرة وقلل من الطلب على الأصول الآمنة، ودفع المستثمرين نحو الأسهم والأصول ذات العوائد الأعلى. ونتيجة لذلك، تراجع الذهب إلى ما دون المستوى النفسي الهام 3300 دولار، مسجلًا خسائر أسبوعية بأكثر من 2%.

وبينما جاءت أرقام التضخم العام متماشية مع التوقعات، شكل ارتفاع مؤشر PCE الأساسي شهريًا بنسبة 0.2% وسنويًا بنسبة 2.7% مفاجأة للسوق، خاصةً في ظل تراجع الدخل الشخصي بنسبة 0.4% وتقلص الإنفاق بنسبة 0.1% خلال نفس الشهر، ما يشير إلى تباطؤ في النشاط الاستهلاكي الأمريكي.

هذا التباين يعقد المشهد أمام الاحتياطي الفيدرالي، الذي يواجه ضغوطًا سياسية متزايدة من الرئيس دونالد ترامب لتخفيض أسعار الفائدة، في وقت ما تزال فيه مستويات التضخم فوق هدف 2%.

وعلى الرغم من أن معدلات الفائدة المنخفضة تدعم الذهب عادة، إلا أن التدفقات المتزايدة إلى الأسواق ذات المخاطر، في ظل التفاؤل التجاري، تحدّ من جاذبية الذهب على المدى القصير. وتشير بيانات أداة "CME FedWatch" إلى أن الأسواق تضع احتمالًا بنسبة 72% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، مع توقعات بتخفيض إجمالي يبلغ 50 نقطة أساس بحلول نهاية العام.

التحليل الفني

من الناحية الفنية، لا يزال الذهب تحت ضغط بيعي واضح. تداول الأسعار دون 3300 دولار حوّل هذا المستوى إلى مقاومة قصيرة الأجل، بينما أشار مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى قرب دخول منطقة التشبع البيعي (دون 30).

أي كسر لمستوى الدعم الفني عند 3228 دولار (مستوى تصحيح فيبوناتشي 50% لحركة أبريل) قد يفتح المجال لاختبار الدعم النفسي التالي عند 3200 دولار، يليه المتوسط المتحرك لـ100 يوم عند 3164 دولار. أما في حال حدوث ارتداد، فقد تمثل مناطق 3324 و3356 دولار مقاومات حاسمة للذهب، على أن يؤدي اختراقها إلى إعادة اختبار مستوى 3400 دولار.