الذهب يتراجع من أعلى مستوى قياسي مع جني الأرباح وتحسن شهية المخاطرة

تراجع الذهب من مستوياته التاريخية فوق 4100 دولار مع اتجاه المستثمرين لجني الأرباح وسط تفاؤل حذر في الأسواق، رغم بقاء التوترات التجارية والجيوسياسية عاملاً داعماً للمعدن الثمين كملاذ آمن.

Oct 14, 2025 - 10:35
الذهب يتراجع من أعلى مستوى قياسي مع جني الأرباح وتحسن شهية المخاطرة

تراجع سعر الذهب بشكل حاد خلال جلسة الثلاثاء بعد أن لامس مستويات قياسية جديدة، متداولاً قرب 4100 دولار للأونصة في بداية التعاملات الأوروبية. ويأتي هذا الانخفاض مع اتجاه المستثمرين إلى جني الأرباح عقب موجة صعود قوية، في وقت يشهد فيه السوق ميلاً واضحاً نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى.

جاءت عمليات البيع وسط تحسن طفيف في شهية المخاطرة عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفف فيها من حدة موقفه تجاه الصين، مشيراً إلى أن واشنطن لا تسعى إلى الإضرار ببكين وأن البلدين يرغبان في تجنب تبعات اقتصادية مؤلمة. هذا التغير في اللهجة دعم ثقة المستثمرين ودفع بعض المتعاملين إلى تقليص مراكزهم في الذهب بعد الارتفاع الحاد الأخير.

في المقابل، لا يزال الدولار الأمريكي يحتفظ بقوته بالقرب من أعلى مستوياته منذ أغسطس، ما يحدّ جزئياً من خسائر الذهب، خصوصاً في ظل ترجيحات قوية بأن يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين خلال العام الجاري. ويُنظر إلى هذه السياسة النقدية المتساهلة كعامل داعم للذهب على المدى المتوسط.

على الصعيد العالمي، تستمر العوامل الجيوسياسية في دعم الطلب على الملاذات الآمنة. فقد تصاعدت وتيرة الصراع بين روسيا وأوكرانيا مع استهداف الطائرات المسيّرة الأوكرانية لمنشآت في شبه جزيرة القرم، بينما تواصل القوات الروسية هجماتها على مدينة خاركيف. كما يضيف الإغلاق الحكومي الأمريكي المطول، الذي يدخل أسبوعه الثالث دون حلّ، مزيداً من الضبابية الاقتصادية.

من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه العام للذهب صاعداً على الرغم من التصحيح الحالي، إذ إن الحركة السعرية الأخيرة اخترقت مستويات مقاومة مهمة عند 4055–4060 دولار، ما يعزز النظرة الإيجابية على المدى القريب. ويرى المحللون أن أي تراجع باتجاه منطقة 4060 دولار قد يشكّل فرصة شراء جديدة، طالما بقي السعر فوق مستوى الدعم النفسي البالغ 4000 دولار للأونصة.

بوجه عام، يُنظر إلى الهبوط الأخير كتصحيح طبيعي بعد موجة مكاسب قوية، فيما يظل الاتجاه الصعودي قائماً بدعم من توقعات خفض الفائدة واستمرار التوترات الجيوسياسية حول العالم.