الذهب يتماسك تحت ضغوط المخاوف التجارية وترقب خفض الفائدة الأمريكية
الذهب يواصل صعوده الحذر مدعومًا بتصاعد التوترات التجارية وتوقعات بخفض الفائدة الأمريكية، بينما تعيق شهية المخاطرة تحقيق اختراق حاسم فوق مستوى 3400 دولار.

تمكنت أسعار الذهب من الحفاظ على مكاسبها خلال تعاملات الخميس في السوق الآسيوي، في ظل تصاعد القلق العالمي من عودة الحرب التجارية، مما عزز جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن، رغم استمرار حالة التردد في الشراء القوي التي أبقت الأسعار دون حاجز 3400 دولار.
وقد جاء هذا الدعم بعد أن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بفرض رسوم جديدة بنسبة 25% على واردات من الهند، ردًا على تعاملاتها النفطية مع روسيا، إلى جانب تلويحه بإجراءات جمركية إضافية على البضائع اليابانية. كما كشف عن خطط لإدراج واردات أشباه الموصلات والأدوية ضمن موجة الرسوم المقبلة، مما زاد من المخاوف بشأن تداعيات هذه الإجراءات على الاقتصاد العالمي.
في الوقت ذاته، عززت بيانات اقتصادية أمريكية مخيبة للآمال من توقعات الأسواق بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم، حيث ارتفعت رهانات المستثمرين لاحتمال تنفيذ خفض مزدوج بمقدار 25 نقطة أساس قبل نهاية العام. هذا السيناريو رفع الطلب على الذهب الذي لا يمنح عائدًا لكنه يستفيد عادة من تراجع العوائد والدولار.
ورغم هذه العوامل الداعمة، لم يتمكن الذهب من تحقيق مكاسب كبيرة، حيث أعاق الانتعاش الطفيف في الدولار الأمريكي وارتفاع شهية المخاطرة العالمية – بدعم من أداء وول ستريت – الاتجاه الصعودي الحاد. وتنتظر الأسواق الآن بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة، إلى جانب خطابات من مسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي، لتحديد ملامح المرحلة المقبلة.
فنيًا، يواجه الذهب مقاومة قوية قرب مستوى 3400 دولار، والذي يشكل عتبة هامة لتأكيد استمرار الصعود نحو 3435 دولار ثم القمة التاريخية عند 3500 دولار. في المقابل، فإن أي تراجع قد يجد دعمًا أوليًا قرب 3350 دولار، يليه 3315 دولار، بينما يمثل كسر مستوى 3300 دولار إشارة سلبية قد تدفع الأسعار نحو قاع الشهر الماضي عند 3268 دولار.