الذهب يتماسك قبل بيانات الوظائف الأمريكية وسط تفاؤل تجاري وتحرك حذر للدولار
تحافظ أسعار الذهب على اتجاه إيجابي طفيف، بينما يحد تعافي الدولار الأمريكي من مكاسب المعدن الأصفر قبيل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية. وتدعم المخاوف الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة الإقبال على الذهب كملاذ آمن رغم التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين.

تسجل أسعار الذهب ارتفاعًا محدودًا صباح الجمعة، إذ تستقر بالقرب من أعلى مستوياتها خلال عدة أسابيع، بينما تفتقر الزخم الصعودي القوي قبيل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي المرتقب. ويواصل المعدن الأصفر التداول دون مستوى 3400 دولار، متأثرًا بانتعاش محدود للدولار الأمريكي الذي استعاد بعض مكاسبه بعد التراجع الأخير، مدفوعًا بإعادة تمركز المستثمرين ترقبًا للبيانات الاقتصادية.
ويأتي هذا التباطؤ في صعود الذهب رغم الدعم التقليدي الذي يحظى به من حالة الترقب والتوتر، إذ ما زالت الأسواق تحت تأثير توقعات خفض الفائدة الأمريكية في وقت لاحق من العام، إلى جانب استمرار التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا والشرق الأوسط، ومخاوف تتعلق بالوضع المالي في الولايات المتحدة.
وفي الخلفية، ساهم التفاؤل بشأن تطورات العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في تقليص الطلب على الذهب كملاذ آمن. فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن محادثة "إيجابية للغاية" مع نظيره الصيني شي جين بينغ، ركزت بشكل أساسي على الملفات التجارية، ما دفع بعض المستثمرين لتخفيف مراكزهم الشرائية في الذهب مؤقتًا.
ومع ذلك، لا تزال الأسواق حذرة نظرًا للتقلب المستمر في مواقف الإدارة الأمريكية تجاه التجارة. وتشير بيانات توظيف سابقة، من بينها تقرير ADP ومطالبات البطالة، إلى تباطؤ في سوق العمل، ما يعزز الرهانات على خفض أسعار الفائدة الفيدرالية مرتين على الأقل بحلول نهاية 2025، رغم التلميحات من مسؤولي الفيدرالي بالتحلي بالصبر والترقب.
على الصعيد الفني، يواجه الذهب مقاومة عند مستوى 3400 دولار، وإذا نجح في تجاوز هذا الحاجز، قد يتجه نحو مناطق 3433–3435 دولار، ومنها إلى قمة أبريل التاريخية عند 3500 دولار. في المقابل، يشكل مستوى 3333–3334 دولار دعمًا فوريًا، بينما قد تؤدي أي ضغوط بيعية إضافية إلى هبوط الذهب نحو 3300 ثم إلى منطقة 3285 دولار.