الذهب يتماسك وسط تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين وتوقعات بخفض الفائدة

يحافظ الذهب على استقراره فوق مستويات الدعم الرئيسية، مدعومًا بتجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وارتفاع المخاوف بشأن النمو العالمي، بينما يترقب المستثمرون بيانات أمريكية قد تؤثر في قرارات الفائدة.

Jun 4, 2025 - 14:49
الذهب يتماسك وسط تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين وتوقعات بخفض الفائدة

تمكن الذهب من التماسك خلال تداولات الأربعاء، مستفيدًا من تجدد المخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعدما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جين بينغ بأنه "شخص صعب في التفاوض"، ما زاد من الشكوك حول إمكانية التوصل لاتفاق قريب بين أكبر اقتصادين في العالم.

تعليق ترامب الذي نشره على منصة "تروث سوشيال" أثار حالة من الترقب، خصوصًا بعد أنباء عن احتمال إجراء محادثة هاتفية بين الزعيمين هذا الأسبوع. في المقابل، ردت وزارة الخارجية الصينية بتأكيد موقفها الثابت تجاه العلاقات الثنائية، مشيرة إلى عدم حدوث تغيير في نهجها منذ لقاء ممثلي البلدين منتصف مايو.

وفي خضم هذا التوتر، تواصل أسعار الذهب التحرك في نطاق متذبذب حول مستوى الدعم النفسي البالغ 3350 دولار، وسط تراجع في قوة الدولار الأمريكي قبيل صدور بيانات سوق العمل من القطاع الخاص في الولايات المتحدة. هذا التقرير، المعروف باسم "ADP"، يعتبر مؤشرًا مهمًا لما قد تحمله بيانات الوظائف الرسمية يوم الجمعة، وقد يؤثر بشكل مباشر على توقعات المستثمرين بشأن توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

تزامن ذلك مع دخول تعريفات أمريكية جديدة حيز التنفيذ على واردات الصلب والألمنيوم، ما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن وسط تصاعد الحمائية التجارية. ومع استمرار الشكوك حول تنفيذ اتفاق جنيف الذي أوقف مؤقتًا التصعيد الجمركي، أصبح عدم اليقين عاملًا رئيسيًا يدفع المستثمرين نحو الذهب.

على الجانب الآخر، تبقى أسعار الفائدة أحد التحديات الأساسية أمام الذهب، إذ أن عوائد الأصول البديلة المرتفعة تجعل الاحتفاظ بالمعدن النفيس أقل جاذبية. وتترقب الأسواق أيضًا قرار البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية ضعيفة من ألمانيا وتوقعات بخفض جديد للفائدة، مما يعكس تباطؤًا في اقتصاد منطقة اليورو.

من الناحية الفنية، فشل الذهب في الحفاظ على الزخم الصاعد بعد اختراقه المؤقت لمقاومة فنية يوم الاثنين، لكنه لا يزال يتداول فوق متوسطه المتحرك لـ20 يومًا، مما يوفر دعمًا عند نحو 3292 دولار. وفي حال كسر هذا المستوى، قد تتجه الأسعار لاختبار مستويات دعم أعمق، أولها عند 3057 دولار، ثم 2804 دولار. أما مؤشر القوة النسبية، فيشير إلى ميل معتدل نحو الصعود، لكنه غير كافٍ حتى الآن لدفع السعر خارج نطاقه الحالي دون محفزات جديدة.