الذهب يتمسك بمكاسبه قرب القمة التاريخية بدعم التوترات العالمية وترقب مسار الفيدرالي

يحافظ الذهب على تداولاته القوية أسفل أعلى مستوياته القياسية مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية وغموض توجهات الاحتياطي الفيدرالي، بينما يترقب المستثمرون بيانات أمريكية حاسمة قد تحدد الاتجاه القادم.

Dec 15, 2025 - 15:22
الذهب يتمسك بمكاسبه قرب القمة التاريخية بدعم التوترات العالمية وترقب مسار الفيدرالي

افتتح الذهب تداولات الأسبوع على نغمة قوية، مواصلًا الارتفاع للجلسة الخامسة على التوالي، في ظل حالة من الحذر تسيطر على الأسواق بسبب عدم وضوح مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. ويتداول المعدن النفيس حاليًا بالقرب من 4345 دولارًا للأونصة، محافظًا على قربه من قمته التاريخية المسجلة عند 4381 دولارًا في أكتوبر.

وعلى الصعيد الكلي، لا يزال الذهب يستمد دعمًا إضافيًا من استمرار التوترات الجيوسياسية حول العالم، إلى جانب الطلب القوي من البنوك المركزية والتدفقات المستمرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، ما يوفر أرضية صلبة للأسعار.

في الوقت ذاته، يتهيأ المستثمرون لأسبوع مزدحم بالبيانات الاقتصادية الأمريكية، من شأنه أن يرسم ملامح توقعات السياسة النقدية للفيدرالي خلال عام 2026. وتتركز الأنظار على تقرير الوظائف غير الزراعية لشهري أكتوبر ونوفمبر، المقرر صدوره يوم الثلاثاء، يليه تقرير التضخم (مؤشر أسعار المستهلكين) يوم الخميس.

وتعزز الأجواء الدفاعية في الأسواق بيانات ضعيفة من الصين، حيث أظهرت أحدث المؤشرات تباطؤًا في ثاني أكبر اقتصاد عالمي، مع نمو الإنتاج الصناعي بأقل من المتوقع وارتفاع محدود في مبيعات التجزئة، وهو ما زاد المخاوف بشأن النمو العالمي ودعم الطلب على أصول الملاذ الآمن وفي مقدمتها الذهب.

كما تظل التوترات الجيوسياسية مرتفعة، خاصة مع تعثر جهود السلام بين روسيا وأوكرانيا، رغم تقارير تشير إلى مقترحات أوكرانية جديدة مقابل ضمانات أمنية غربية، في وقت لا تزال فيه الخلافات الجوهرية قائمة بشأن الأراضي.

وعلى صعيد السياسة النقدية، خفّض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، ليصل النطاق المستهدف إلى 3.50%–3.75%، مع الإشارة إلى اتباع نهج حذر قائم على مراقبة البيانات. وأكد رئيس الفيدرالي جيروم باول استعداد البنك للانتظار وتقييم تطورات الاقتصاد، ما دفع الأسواق إلى تسعير خفضين محتملين للفائدة العام المقبل، رغم أن التوقعات الرسمية تشير إلى خفض واحد فقط.

ومن المنتظر أن يراقب المستثمرون خلال الفترة المقبلة تصريحات مسؤولي الفيدرالي، إلى جانب صدور مؤشر إمباير ستيت الصناعي، بحثًا عن إشارات أوضح بشأن اتجاه السياسة النقدية.

فنيًا، تظل الصورة العامة للذهب إيجابية بعد اختراق صعودي لنموذج فني داعم. وتبرز منطقة 4350 دولار كمقاومة فورية، يليها استهداف القمة التاريخية قرب 4381 دولار. في المقابل، يشكل مستوى 4250 دولار دعمًا رئيسيًا، مع إمكانية ظهور طلب شراء جديد في حال تراجع الأسعار نحو نطاق 4180–4170 دولارًا.

وتؤكد مؤشرات الزخم هذا السيناريو الإيجابي، حيث يحافظ مؤشر القوة النسبية على قراءات مرتفعة تعكس قوة الاتجاه الصاعد، بينما يشير ارتفاع مؤشر ADX إلى تزايد وضوح الاتجاه في الأسواق.