الذهب يتوقف عند عتبة 3400 دولار وسط توتر الأسواق وترقب قرارات ترامب والفيدرالي
الذهب يواجه مقاومة حادة دون مستوى 3400 دولار رغم ضعف الدولار الأمريكي، بينما تترقب الأسواق تعيينات ترامب وخطوات الاحتياطي الفيدرالي المقبلة.

شهدت أسعار الذهب استقرارًا حذرًا يوم الأربعاء، بعد موجة صعود استمرت أربعة أيام، حيث اصطدمت بمقاومة قوية دون المستوى النفسي الهام عند 3400 دولار للأونصة.
تراجع المعدن الأصفر إلى نحو 3370 دولارًا خلال جلسة التداول الأمريكية، رغم استمرار الضغوط على الدولار الأمريكي وتراجع عوائد سندات الخزانة، ما يعكس تردد المتداولين في اتخاذ مراكز جديدة مع تزايد الشكوك بشأن السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
تأتي هذه التطورات وسط مشهد سياسي واقتصادي متقلب، حيث تواصل الأسواق ترقب تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبديل عضو الاحتياطي الفيدرالي المستقيلة أدريانا كوغلر، وسط توقعات بأن يكون المرشح القادم أكثر ميولًا إلى خفض الفائدة، وهو ما قد يترك أثرًا عميقًا على ثقة المستثمرين باستقلالية البنك المركزي.
في الوقت ذاته، صعّد ترامب من لهجته في ملف التجارة، مهددًا بفرض تعريفات جمركية قاسية على واردات الأدوية وأشباه الموصلات، إلى جانب عقوبات محتملة على الهند وروسيا، مما زاد من توتر الأسواق العالمية ودعم حالة عدم اليقين.
اقتصاديًا، أظهرت البيانات الأمريكية الأخيرة تباطؤًا في قطاع الخدمات وتراجعًا في مؤشرات التوظيف والطلبات الجديدة، ما عزز الرهانات على خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل، بنسبة احتمال بلغت نحو 87% وفقًا لأداة "CME FedWatch".
من الناحية الفنية، يواصل الذهب التداول فوق المتوسط المتحرك البسيط لـ50 يومًا، بينما يحافظ على دعمه عند 3346 دولار. ويُتوقع أن يؤدي اختراق حاسم فوق نطاق 3390–3400 دولار إلى فتح المجال نحو 3450 دولار وربما العودة إلى أعلى مستوياته التاريخية قرب 3500 دولار. في المقابل، فإن أي كسر واضح للدعم قد يدفع الأسعار نحو مستويات 3200 و3150 دولار على التوالي.
في ظل هذا التداخل بين العوامل الجيوسياسية والنقدية، يبقى الذهب مرشحًا للتقلبات، في انتظار إشارات أوضح من صناع القرار في واشنطن والفيدرالي الأمريكي.